راجانا حميّة
جدّد تجمّع القوى المدنيّة دعوة «المعسكرَين المتخاصمَين» إلى الحفاظ على السلم الأهلي عبر العودة إلى مائدة الحوار المسؤول، مناشداً في الوقت نفسه الهيئات الاجتماعية والمدنيّة كافّة «الخائفة على مصلحة الوطن» مراجعة الدستور والمواثيق الوطنية الكفيلة بتعريفهم بـ«العدوّ الحقيقي».
دعوة «مثاليّة» يطلقها تجمّع يفترض أن يحمل الهوية الوطنيّة، غير أنّه لم يفلح في اختيار بعض منتسبيه الذين لم يخرجوا بعد من خندق «المعسكرين المتخاصمين»، فحملت طروحات هذا «البعض» مواقف معروفة بـ«انتماءاتها وخلفياتها السياسيّة»، محتمية بسقف الحياد والقانون.
أطلق، أمس، أعضاء تجمّع القوى المدنيّة دعوتهم إلى «المحافظة على السلم الأهلي ورفض الحرب الأهلية» في مؤتمرٍ صحافيٍّ عقد في نقابة الصحافة في حضور نقيب الصحافة محمّد البعلبكي وممثّلين عن الهيئات النقابيّة والثقافيّة والاجتماعيّة.
حاول الأمين العام للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي حبيب صادق إيجاد حلٍّ «أخلاقي» يجنّب البلاد «شبح الحرب الأهليّة»، بعدما لم تنجح الحلول السياسيّة في «إيصال الفكرة المرجوّة»، وناشد «كل المتضرّرين من الوضع الفوضوي المتفاقم والحرصاء على بقاء لبنان وطناً واحداً الانخراط في حملة ضغط سلميّة فاعلة»، يكون هدفها الأساسي «حمل قادة المعسكرين على مغادرة متاريسهما المتقابلة والتلاقي حول مائدة الحوار».
واعتمد الأمين العام للحركة الثقافيّة ــ انطلياس الدكتور عصام خليفة على تحليل مضمون المواثيق اللبنانيّة الثلاث للتأكيد على أن «لا سلطة على أرض الدولة اللبنانيّة إلاّ سلطة الدولة اللبنانيّة... ولا سلاح إلاّ سلاح جيشها وقوّاتها الأمنيّة»، مشيراً إلى ضرورة «نشر الجيش حتّى خطّ الحدود الدوليّة والعمل على تدعيم قوّات الطوارئ الدوليّة مع التمسّك باتفاقيّة الهدنة الموقّعة في عام 1949».
وفيما فنّد رئيس المؤسّسة اللبنانيّة للسلم الأهلي أنطوان مسرّة تفاصيل الدستور، معتمداً على قواعد الإعراب لتبيان الأخطاء التي ارتكبها «قادة المعسكرين في ارتكازهما على الدستور»، ومن ضمن هذا التحليل، رأى مسرّة أن «لا وجود لثلث ضامن أو معطّل أو مشارك، وكل ما في الأمر تضامن وزاري ومعارضة»، ناعياً من جهة أخرى الحوار الوطني اللبناني. بدوره، انتقد أمين سرّ النادي الثقافي العربي مروان الأيوبي احتكام «الأطراف اللبنانيّة إلى الشارع»، محذّراً من عواقبها في وضع لبنان على حافّة الانهيار عبر «تغليب الرأي الواحد في صراع السلطة وإجهاض المبادرات والمساعي العربيّة واللبنانيّة».
ودعا رئيس الهيئة التنفيذية السابق لرابطة الأساتذة المتفرّغين في الجامعة اللبنانيّة صادر يونس «الساسة اللبنانيين» إلى أن يحوّلوا النظر إلى الشعب في الداخل «بدلاً من لعب دور الأدوات لسواهم». ورأى أنّ الحلّ يتطلّب «تجمّعاً واسعاً لقوى المجتمع المدني المؤمنة بالحداثة والعلمنة والعدالة الاجتماعيّة بغية إنقاذ الوطن قبل فوات الأوان».
وشدّدت كلمتا رئيس الجمعيّة اللبنانيّة لحقوق الإنسان المحامي نعمة جمعة ومندوب منتدى صور الثقافي أحمد فقيه على «محاربة العصبيات والطائفية والمذهبية، والتوحّد تحت راية لبنان السيّد المستقل والعودة إلى اسم العدوّ الحقيقي». كما تحدّث أيضاً نائبة رئيسة المجلس النسائي اللبناني سناء الصلح، وعضو المجلس الثقافي للبنان الجنوبي عبد الله رزق.