رزان يحيى
سعيد يوسف الحربية، ابن زغرتا، من مؤيّدي تيار المردة وسليمان بيك. متأهّل من فيرا بطرس فرنجية وله منها مهاب، يوسف، غالية، وغريتا. يحاول يوسف أن يسد رمق العيش من محل الخضار الذي يملكه في زغرتا، إلا أن الظروف الأقتصادية الصعبة تحول دون ذلك.
أمس، تغيّرت حال سعيد ابن الـ52 عاماً. بين ليلة وضحاها، تحوّل من بائع خضار إلى مليونير. وحكاية سعيد مع اللوتو ليست طويلة، فهو كان يشتري اللوتو مرة في الأسبوع «إذا تيسّر»، ومنذ شهر، أي منذ بدء اعتصام المعارضة في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، توقف عن الشراء.
اتخذ سعيد لنفسه مكاناً في ساحة الشهداء منذ اليوم الأول للاعتصام في خيمة «البطرك» سليمان بيك. طريقه نحو المليون بدأت بترويقة. فمن باب الصدفة، اتفق شباب المردة أول من أمس على كسر الروتين اليومي وقرروا أن يتروّقوا «قصبة». في الصباح جمعوا المال بعضهم من بعض وتوجه سعيد إلى «الخندق الغميق» ليحضر متطلبات الترويقة. وفي طريقه إلى الخيمة، صادف سعيد بائع لوتو، ويقول إنه شعر برغبة شراء ورقة علماً «بأنه لا يحمل إلا ما تيسر من المال» فابتاع ورقتين. انتهى يوم سعيد كما الكثير من المعتصمين بين قراءة الصحيفة وارتشاف القهوة والتنبؤ بالوضع السياسي للعام المقبل.
صباح الجمعة، بينما كان سعيد يتصفح الجريدة وقعت عينه على نتائج اللوتو... رُبحت الجائزة الكبرى، «وأحدهم سيأتي عليه العيد وهو مليونير» يقول سعيد. أخرج عندها ورقته. أول ثلاثة أرقام تطابقت «ردّت الورقة سعرها» يتمتم سعيد، تطابقت أرقام الشبكة كلها... تمتم أيضاً «أنا مليونير». صدم سعيد وقال للرفاق إنه ربح. بين المزح والجد لم يصدق الأصدقاء «فالنعمة لا تأتي للمحتاجين». مراجعة أولى وثانية... سعيد الحربية مليونير.
المهمة الأولى بعد الثراء المفاجئ إبلاغ الأهل. هم أيضاً لم يصدقوا للوهلة الأولى. وبعد تأكيدات الأصدقاء صدقّت فيرا. أما المهمة الثانية فالتوجه نحو مديرية اللوتو في التباريس في الأشرفية. ومن المديرية إلى الساحة حيث التهاني أمطرت على سعيد...
سعيد يحتفل اليوم مع العائلة. لا خطط واضحة حول كيفية استخدام المليونين، لكن الفرحة الكبرى لسعيد والعائلة، أن الأولاد سيتعلمون في جامعات محترمة.
منذ أمس، انتشرت ظاهرة جديدة في ساحة الشهداء. يمر بائع اللوتو فيهجم إليه المعتصمون. وما هي إلا دقائق حتى يخرج البائع من الساحة خالي اليدين.