الخيام ــ كامل جابر
تبديداً للقلق المتزايد من استخدام الإسرائيليين مواد مشعة أو يورانيوم خلال قصفهم لبلدة الخيام إبان العدوان الأخير، توجه أمس فريق من «الهيئة الوطنية للطاقة الذرية» التابعة لـ«المجلس الوطني للبحوث العلمية» في لبنان إلى بلدة الخيام برئاسة الدكتور عمر الصمد حيث عاين الأماكن المستهدفة في الغارات. وأخذ الفريق عينات من مياه نبعي «عين أبو مزراب» و«عين أبو منصور» شمال غرب الخيام؛ ومن التربة قرب الدردارة فضلاً عن عينات من أماكن أخرى استقدمت إليها جرافات وحفارات لإعادة حفر الجور المطمورة لأخذ عينات من قعرها وليس من التربة التي ردمت بها.
واستخدم الفريق كذلك، جهازاً لفحص آشعة «ألفا» وبتّا» من نوع Deta5 NE Tecnologie في العديد من الحفر، وأفادت مصادر الفريق الذي وضع عناصره كمامات واستخدموا قفازات عازلة، أن ذبذبات الجهاز لم تشر إلى وجود أي مواد مشعة، وخصوصاً قرب حفرة الدردارة.
وأوضح رئيس الفريق الدكتور الصمد أن الفريق «حضر إلى الخيام، بعد تزايد الكلام على وجود مواد مشعة أو كيميائية أو حتى ذرية، لأخذ عينات من المياه والتربة وفحصها في مختبراتنا، خلال مدة عشرة أيام أو أكثر بقليل، للوقوف على النتائج التي نتمنى أن تكون إيجابية خالية من أي مواد مضرة، وهذا ما نتوقعه، لكن يجب أن نزيد في الاطمئنان».
وحضر إلى مكان وجود الفريق المحامي حسين ضاوي وطلب إليه التوجه إلى محيط منزله قرب ساحة الخيام حيث توجد حفرة كبيرة، «نخاف من أن تكون ناتجة من استخدام مواد مشعة، وخصوصاً أن لون التربة بعد القصف كان يميل إلى الرمادي، لم يحصل لأحد أي ضرر، لكن نريد الاطمئنان أكثر».
وكان عضو مجلس الإدارة في المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور محمد علي قبيسي، يرافقه الدكتور إبراهيم رشيدي من كلية العلوم في الجامعة اللبنانية، قد توجها إلى الخيام بعد نحو أسبوع من وقف النار؛ وعاينا حفرة أحدثها صاروخ طائرة في محلة «الجلاحية» بواسطة جهاز GEIGER MULLER المتحسس للمواد المشعة والنووية، وتبين أن في قاع الحفرة الكبيرة التي يبلغ قطرها نحو عشرة أمتار وعمقها أكثر من ثلاثة أمتار «مواد مشعة غير محددة، بنسبة عالية جداً». ما أثار قلق الأهالي في حينه، ثم تفاقم هذا القلق في المدة الأخيرة، بعد تزايد الكلام على استخدام الإسرائيليين موادّ محرمة دولياً في قصفهم للمناطق الجنوبية والحدودية.
ورجّح قبيسي «احتمال استعمال مادة اليورانيوم المنضب في الصواريخ التي أطلقت على الخيام وبعض الأماكن السكنية فيها وفي مناطق أخرى من الجنوب ولبنان. بعدما جعل المنظر الغباري الفريق يشك في أن هناك مواد شعاعية، من المعلوم أنها تتسبب لاحقاً بأمراض سرطانية. إن أجهزتنا التي ستكشف فحوصنا في هيئة الطاقة الذرية ستحدد نوع المواد المشعة ومدى تراكمها في المنطقة المكشوف عليها». ثم قالت النتائج أن لا وجود لمواد ذرية أو مشعة في الخيام.
واشارت مصادر مقربة من بلدية الخيام إلى أن قوات الطوارئ الدولية عاينت بعد وقف العدوان مياه عيني «أبو منصور» و«أبو مزراب» اللتين يستخدمهما الأهالي في الشرب والريّ؛ وقالت إن مياههما غير صالحتين للشرب، على الإطلاق.