أكد السفير الأميركي جيفري فيلتمان استعداد بلاده لدعم اللبنانيين في ممارسة مسؤوليتهم بحرية، معتبراً أن مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري للتشاور «فرصة حقيقية للبنانيين لتحديد الطريق السلمي والدستوري الى الأمام بأنفسهم».وقال فيلتمان بعد لقائه بري أمس إن «قيادة وحكمة» رئيس المجلس كانت «مهمة جدا للبنان خلال الأشهر الصعبة الأخيرة» موضحاً أنه أطلعه على مشاوراته في واشنطن «حيث سمعت الكثير من الشهادات الملهمة حول التزامنا القوي باستقلال لبنان». أضاف: «في نظر الولايات المتحدة، محاولات دعم لبنان للبقاء ليست كافية، بل علينا أن نعمل جماعياً لضمان نهوض لبنان الاقتصادي والديموقراطي. خلال كل اجتماعاتي في واشنطن، كان واضحاً أن رئيس مجلس النواب والحكومة اللبنانية نالوا ثقة اللاعبين الدوليين الذين يستطيعون تقديم الفرص والموارد الى لبنان عندما يعقد المؤتمر الدولي حول لبنان في بداية عام 2007».
وأكد «في ضوء الانتخابات التشريعية المقبلة في الولايات المتحدة، فإن الأميركيين، جمهوريين كانوا أم ديموقراطيين، يدعمون بقوة حرية وديموقراطية لبنان. ومهما تكن نتيجة الانتخابات، سيبقى التزامنا بلبنان ثابتاً وغير قابل للتفاوض».
وأكد أن مبادرة بري «تستحق التقدير بدعوته قادة لبنان السياسيين للتشاور». ورأى «أن توظيف الرئيس بري للحوار بدل المواجهة، يقدم فرصة إلى اللبنانيين للمضي قدماً بطريقة بناءة». معتبرا أن بري قد يحتاج «الى وقت لبناء إجماع حول كل القضايا الحرجة التي يواجهها لبنان بسبب الانقسام السياسي العميق. لكن لدى الولايات المتحدة ملء الثقة بأن اللبنانيين سيظهرون الصبر والتفهم في تقديم الوقت الكافي إلى الرئيس بري للنجاح في شق الطريق الى الأمام» مشددا على أنه من «الضروري أن ينعم لبنان بالاستقرار وحكم القانون من أجل إعادة نهوضه اقتصادياً ومالياً وتجارياً».
وأكد «أن الولايات المتحدة، كأي صديق للبنان، مستعدة لعمل ما بوسعها لدعم عملية يستطيع فيها اللبنانيون أن يمارسوا مسؤوليتهم عن مستقبل لبنان بحرية ومن دون تهويل أو تدخل خارجي» مشيراً الى أنه كرر للرئيس بري «بأن علاقة الولايات المتحدة بلبنان مبنية على الصلة المتينة بين الشعبين اللبناني والاميركي ومجذرة بخاصة من خلال نجاح الجالية اللبنانية ـــ الأميركية. وقد أشرت إلى أن العلاقات اللبنانية ـــ الأميركية تقام من خلال السفارات والاعتراف الدبلوماسي الرسمي المتبادل باستقلال وسيادة كل من البلدين» وقال: «إن علاقاتنا بلبنان مبنية على حكم القانون بحسب المعايير الدولية ومبنية أيضاً على احترامنا المشترك للديموقراطية والاختلاف واحتكار الدولة للمسائل المتعلقة بالحرب والسلام».
وتمنى للرئيس بري «كل النجاح في المشاورات التي سيقودها خلال الأسابيع المقبلة»، وقال: «نحن ندرك من خلال أصدقائنا اللبنانيين مدى صعوبة القضايا التي تواجه لبنان» معتبرا أن «هذه المشاورات فرصة حقيقية للبنانيين لتحديد الطريق السلمي والدستوري الى الامام بأنفسهم».
وأكد فيلتمان رداً على سؤال أن إدراج اسم بري على لائحة الممنوعين من دخول الولايات المتحدة غير صحيح، كما نفى أن يكون هدد العماد ميشال عون في مستقبله مؤكداً أنه أجرى معه أول من أمس «محادثات جيدة جداً، وتبادلنا الآراء ووجهات النظر حول ما هو أفضل للأسابيع المقبلة. ولقد فوجئت وشعرت بالخيبة للعنوان الذي نشرته صحيفة «السفير اليوم (أمس)».
وعلم أن الحديث بين بري وفيلتمان لم يقتصر خلال اللقاء على الموضوع الداخلي اللبناني، فقد أخذت الاعتدءات الاسرائيلية وخروقها المستمرة وخرقها أيضاً للقرار 1701 حيزاً كبيراً من الحديث، ولا سيما لجهة ما حصل يوم الثلاثاء الماضي من استباحة الطيران الحربي الإسرائيلي للبنان وللعاصمة خصوصاً.
واستقبل بري الوزير السابق فارس بويز.
(وطنية)