نادر فوز
رداً على ما نشر في بعض وسائل الإعلام حول تراجع تمثيل التيار الوطني الحر في الجامعة اليسوعية، عقد أمس رؤساء الهيئات الطالبية في هذه الجامعة التابعين لـ«التيار» مؤتمراً صحافياً، أكدوا فيه انتصارهم وتقدمهم. واجتمع مسؤولو التيار في مجمع العلوم الاجتماعية (هوفلين) وعرضوا النتائج النهائية للانتخابات، مزوّدين بوثائق موقعة من المندوبين المنتخبين، يؤكدون فيها انضمامهم إلى التحالف بين «التيار» وتكتل المقاومة. وحسب البيانات التي عرضت تبيّن أنّ التيار فاز برئاسة 6 هيئات وبـ46 مقعداً، كما فاز مستقلون مدعومون من التيار برئاسة 5 هيئات وبـ16 مقعداً، فيما لم تنل القوات اللبنانية وحلفاؤها إلا رئاسة هيئة واحدة و22 مقعداً، وذلك من أصل 84 مقعداً موزعين على 15 كلية. وهاجم ممثلو «التيار» بعض الصحف لتحريفها الحقائق، وانتقدوا «كذب الوسائل الإعلامية وبعض الزعماء الوطنيين». وحصل خلال اللقاء إشكال بسيط بين مناصرين لحزب الله في الجامعة وطلاب من القوات اللبنانية بعد أن حاول الأخيرون تعكير الأجواء عبر إطلاق بعض الشعارات. لكن سرعان ما هدأت الأمور، وأكمل المشتركون كلماتهم بعد إخراج القواتيين من القاعة.
وفي المساء، وزّعت مصلحة الطلّاب في «القوّات اللبنانية» بياناً حول المؤتمر الصحافي الذي عقدته الهيئات الطالبية في الجامعة اليسوعية، وأعادت تأكيد ما ورد على لسان الدكتور سمير جعجع في مقابلته التلفزيونية أوّل أمس، حول نتيجة القوّات اللبنانيّة في انتخابات اليسوعيّة، إذ «إنّ القوات وحلفاءها، من مستقلّين وحزبيين، قد حازت على 42 مقعداً في مقابل 43 للتيّار وحلفائه من أصل 85. أمّا في الشمال، فقد فاز تحالف 14 آذار بغالبية المقاعد وبالرئاسة. وفي البقاع كانت النتائج قريبة للمناصفة مع غالبية مسيحية للقوّات و14 آذار». وطالب القواتيون في بيانهم «بأن يدرك (التيار) أن للخيارات السياسية ثمناً يُترجم في صناديق الاقتراع، وكان هذا الثمن واضحاً في انتخاب اليسوعية،».
وكانت انتخابات الجامعة اليسوعية قد شكلت مناسبةً جديدة لقوى 14 آذار لادّعاء انحسار الدعم المسيحي للتيار الوطني الحر، فعملوا عبر بعض البيانات والأرقام والإحصاءات على إظهار «حقيقة» جديدة، للقول إن حجم الخاسرين أكبر مما تبيّن في الانتخابات، وإنّ التيار فاز بواسطة «الصوت الشيعي»، وإنّ بعض موظفي الجامعة ساهموا في فوز التيار... ولعلّ فائدة هذه «الحقيقة» الجديدة تكمن في تهدئة خواطر بعض الخاسرين، منعاً لافتعال اشتباكات، كما جرى في بعض الجامعات الخاصة والرسمية العام الماضي (كلية الفنون والآداب والحقوق والإعلام والعلوم الاقتصادية في الجامعة اللبنانية).
فعادت هذه القوى إلى قلب الطوائف، وقسمت أصوات الطلاب طائفياً لتصل إلى خلاصة: «التيار فاز عبر أصوات الشيعة». ما يطرح تساؤلاً حول «الوحدة الوطنية» التي تقوم على تفريع الطلاب على أساس الطائفة والمذهب. فهل المطلوب أن يبقى «التيار» بلا تحالفات، ليتساوى مع القوات في حجم تمثيله، فيما هؤلاء يشكلون تحالفاتهم ويصفونها بالوطنية؟
وتدّعي قوى 14 آذار، بعد الدراسة الطائفية «المعمّقة» لطلاب اليسوعية، أنّ التمثيل المسيحي للتيار قد انخفض لمصلحة القوات اللبنانية. لكن حتى إذا قررنا تبنّي التمييز والفرز الطائفيين، فالمسيحيون في كلية العلوم الاقتصادية يشكلون 90% من الطلاب، وقد اكتسح تحالف التيار والحزب الشيوعي وقوى 8 آذار جميع المقاعد وذلك دون منافسة تذكر. وفي الحديث عن هذا التحالف، ماذا عن الطلاب الشيوعيين والعلمانيين، فهل حسبوا على لوائح طوائفهم؟ ماذا عن فوز التحالف المنتصر في فروع البقاع، وبروزه في الشمال بأربعة مقاعد من 11؟
يمكن إضافة ما حصل في الـESIB كمثال، إذ قالت بعض الصحف إنّ القوات اللبنانية فازت بثلاثة مقاعد بالإضافة إلى مستقلين اثنين يدعمان طروحات 14 آذار. لكنّ هذين الطالبين وقّعا أمس بيان «التيار» ليؤكدا على انتمائهما الحقيقي.
تساؤل آخر يمكن إثارته هو حجم الأموال التي خصّصتها هذه القوى للماكينات الانتخابية الطالبية في اليسوعية، حتى توصّلت إلى دراسة عميقة لحجم كل طائفة. إضافةً إلى ما قيل عن الخدمات المجانية خلال اليوم الانتخابي «من توصيل مجاني» إلى «بطاقات التشريج» وغيرها من الإغراءات،