رزان يحيى
عَلَم جديد أضيف إلى تشكيلة الأعلام اللبنانية... أزرق. أبيض. أحمر، والأرزة اللبنانية حاضرة بالطبع. جديد يعبِّر عن أفكار غير جديدة: خلق لبنان الجديد... لبنان الحضارة. حداثة. تعدّدية... وفيدرالية. إنّه سامي أمين الجميّل بحزبه القديم الجديد المتشكّل من مجموعة من المعترضين على «السياسات المسيحية».
صباح أمس، في مدرسة القلبين الأقدسين ــ السيوفي في منطقة الأشرفية، اجتمع المئات لحضور مؤتمر الإعلان عن رؤية مولود الأحزاب الجديد «حلف لبناننا».
بداية، ألقى المحاضر في عدد من الجامعات الدكتور وائل خير، كلمة رأى فيها أن اللبنانيين يعانون «انفصاماً في الشخصية... علمانيون ــ طائفيون». وتلى كلمة خير عرض فيلم وثائقي بعنوان «جمهوريّات التكاذب والأزمات». تناول الفيلم الحقبات المختلفة التي مرّ بها لبنان من 1920 إلى 2006، وتخلّلته مشاهد تجاوب معها الجمهور. فلاقى مشهد انتخاب بشير الجميّل رئيساً للجمهورية تصفيقاً عالياً داخل القاعة. واختلف الوضع تماماً بعد عرض مشاهد تبرز «فرض الهوية العربية بالقوة على لبنان المتعدد (فلسطينيّين، سوريّين، جمال عبد الناصر...)».
عكس الفيلم وجهة نظر «لبناننا» من الجمهوريات المتعاقبة، ومن المقاومة الوطنية، وصولاً الى 1997 حيث «ظهرت مقاومة مضادة استمرت حتى 2005 منتصرة بخروج السوريين من لبنان».
تألّف المؤتمر من قسمين. الأول تناول القيم التي يقوم على أساسها «حلف لبناننا». والثاني تطرق الى رؤية الحلف. ألبير كوستانيان، من مؤسسي الحلف، فضّل أن يتكلم «بالعامية»، وبلكنة شبابية. وقال إنّ هذا البلد يتجاوز الرايات ونظام الحكم فهو «ذاكرة وقيم وحضارة. بلد التعدد الذي يجب أن تتغذّى السياسة فيه من العلم والثقافة».
كوستانيان لخّص قيم الحلف بـ«الاعتراف بمشكلة الهوية، والمشكلات الدستورية، وأخيراً الاعتراف بمشكلات الأداء السياسي». وختم متمنياً إكمال مسيرة لبنان في بناء الجمهورية الثالثة.
سامي الجميل، تولى مهمة الإعلان عن رؤية «لبناننا». فحيّا «الأبطال الذين قاوموا معنا الاحتلال السوري». ثمّ عرض مفاهيم «لبناننا»، وهي «الاعتراف بالاختلاف، وحماية أسس الدولة القائمة على حماية الفرد من المجموعة، وحماية المجموعات من الدولة والسياسة، وحماية المجموعات من بعضها، والعمل على التقارب في ما بينها، مع صيانة الدستور اللبناني».
الجميّل لم ينس تزيين كلمته بالمواقف السياسية، رغم أنّ «حلفه» يريد الابتعاد عن السياسة. فرفض تسمية حقبة التسعينيات حين دخل السوريون إلى قصر بعبدا بـ«قمع حالة التمرّد»، مشيراً إلى أنه «احتلال سوري لمناطق لبنان الحر». ورأى أن «14 آذار ردة فعل إنسانية وليست سياسية». ووجّه الحلف رسالة إلى المسيحيين بلسان الجميّل، فطلب منهم أن «لا ينسوا تاريخهم وهويتهم، ولا كل الناس اللي ماتت».
يُذكر أنّ سامي الجميّل كان من «المناضلين» في «التيار السيادي». اصطدم مع والده وأخيه بيار الجميّل في آخر مؤتمر للكتائب، وقال: «نحن مقاومون ما لازم ننغمس بالسلطة». وحصل تلاسن بينه وبين والده فطلب منه الأخير أن يتنحّى. انفصل سامي عن الكتائب مؤسّساً كياناً جديداً يتضمّن وجوهاً برزت في العمل الطلابي مع أحزاب مسيحية.