ما إن انتهى رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون من جلسة التشاور، وتناول الغداء مع رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع، حتى انتقل إلى الرابية لترؤس اجتماع التكتل.وبعد الاجتماع تحدث النائب عباس هاشم معلناً أن عون استهل اللقاء الأسبوعي بشرح النظام التوافقي، مؤكداً أنّ هذا النظام هو أعلى من صيغة أو دستور، وهو تصنيف لقبول جميع اللبنانيين بالعقد الاجتماعي الذي أطلق عليه لقب التوافق، ويقتضي حكماً احترام مرتكزاته الأساسية التي صنّفت علمياً بأربعة: حكومة ائتلاف واسع، تحقيق المشاركة عبر التوازن الحقيقي داخل الحكم لعدم السماح بطغيان الأكثرية على الأقلية في أي موقع، صحة التمثيل الحقيقي داخل ما يسمى إدارة النظام، إضافة إلى إدارة الطوائف شؤونها في نظام أحوالها الشخصية وما شابه ذلك. وهذا هو النظام الذي توافق عليه اللبنانيون في الحقبة الأخيرة، انطلاقاً من أن عملية تطوير النظام يجب أن تنطلق من هذا الواقع.
وقال هاشم الذي حضر إلى جانب النائب فريد الخازن جلسة التشاور إن «الرئيس عون متفائل جداً بلبنان، ويسعى جاهداً إلى أن يكون جسراً للتواصل بين كل التناقضات، إيماناً منه بأنّ لبنان الجديد لن يكون لبنان السيد الحر المستقل وحسب، بل أيضاً لبنان خارج نطاق كل المحاور والوصايات القريبة والبعيدة منه».
وأكد أنّ مداخلة عون خلال الاجتماع لا علاقة لها بما جرى على طاولة التشاور، إلتزاماً بالميثاق الذي التزمه المتحاورون.
ورداً على أسئلة الصحافيين، رأى هاشم أن عون لبّى دعوة جعجع إلى طاولة الغداء «لتوكيد رؤيته أنه ليس هناك أي تشنّج في أيّ بيئة. وعلى عكس ما يُسوق، الجميع مؤمن إيماناً كلّيّاً بأنّ هذا الوطن لا يقوم الاّ بالحوار، ومن يملك قدرة التحاور فهو الذي يختزن الفكر النيّر»، مبدياً اعتقاده أن جعجع «يقترب في مقارباته أكثر وأكثر من عون. وهو ما يثير التفاؤل».
وعن سبب هذا التفاؤل لدى العماد عون، وخصوصاً أنّ المرحلة السابقة كانت متشنجة جداً، قال هاشم: «أولاً هذه طبيعة القائد، ثانياً هذا جزء من قدرته على استشراف المستقبل، ثالثاً والشيء الأهم، أعتقد أنّ هذه الطمأنينة التي يتمتّع بها العماد ناتجة من حريّته، ومن قدرته على التفكير الصائب، وأيضاً ناتجة من مقاربته لكلّ المواضيع بفكر نيّر ومنفتح على الآخر».
وسئل إذا كان متفائلاً، فأجاب: «جداً جداً، فمن يطّلع اليوم على استطلاعات الرأي المنشورة في كلّ الصحف، يطمئنّ أيضاً إلى أنّ نسبة الوعي لدى المواطنين هي أكثر تسارعاً من نسبة الوعي لدى المسؤولين. وهذا ما يبشّر بالخير، وإنّنا مقبلون على تجديد النخب السياسية في شكل يسمح للبنان بالارتقاء الى مصاف الدول العظمى لا إلى هذه الدولة الضعيفة».
(الأخبار)