إعدام صدّام...خطوة على الطريق!
  • سامر عبد الباقي

    في الشكل، ثمة حكم بالإعــــــــــدام شـــــــــنقاً صدر على صدام حسين عن المحكمة العــــــليا «العراقية» التي استندت في حكمها إلى ما رأته تهماً دامغة وثابتة على الرئيس السابق، وأساسها مجزرة الدجيل التي وقع فيها ما لا يقل عن 250 ضحية!.
    في الشكل أيضاً، فإن المحكمة الأميركية ــ «العربية» نجحت في إنزال الحكم «العادل» في متهمين عراقيين عرب، قتلوا بضع مئات في الدجيل باسم النظام، في ظل غياب أي ادعاء على مقتل سبعمائة ألف عراقي وتدمير العراق ونهب ثرواته باسم الديموقراطية الأميركية الجديدة!!.
    أما في المضمون، فإن حكم المحكمة، يشرع الأبواب أمام المجهول، ومن حق كل فرد عراقي أن يخشى القادم الخطير، فحبل المشنقة هذه، ينتظر رؤوساً كثيرة، رؤوساً لا تُعدّ ولا تحصى، ولن تميّز بين عملاء أو أصدقاء أو حياديين أو متفرجين، فجميع هؤلاء ينتظرون حتفهم، وما عليهم سوى أن يغمضوا أعينهم قبل أن يساقوا لمعانقة حبل المشنقة.
    صحيح أنهم عراقيون، لكنهم أيضاً من جنس العرب.. وهل تخفى على أحد المقولة الشائعة، بأن «العرب جرب»، وهل تستقيم ديموقراطية أميركا الجديدة في ظل «وباء العروبة»!!!
    أفهل من ذل وهوان أصعب من هذا الذل وهذا الهوان… وهل نستحق غير الشنق، حينما يسير بعضنا بنفسه الى التهلكة والخنوع...
    إننا نسأل.. ماذا بعد صدام؟
    هل من خطوط حمر... وهل يسقط مبدأ التمييز بين المقاومة والإرهاب... هل تحاكم انتفاضة شعبنا في فلسطين ومقاومته ضد العدو الصهيوني الذي يغتصب أرضنا، ويقتل الأطفال والنساء ويهوّد الأرض على طريق تصفية المسألة الفلسطينية!!
    إننا نسأل؟
    أين هم العرب لا ينبسون ببنت شفة، فقط ينتظرون الأمر المفعول، ولا همّ لهم غير العروش والتيجان...
    أين العرب المتنعمون بأموال النفط وهم عاجزون عن حراسته؟
    أين العرب لا يسألون ولا يُسألون عما يحل بمصائر الشعوب العربية، فها هو لبنان قد خرج من حرب أهلية ضروس يراد له أن يعود إليها، وهذه المرة بقرار أميركي ــ «إسرائيلي» ومباركة عربية مكشوفة... وهذا القرار «المبارك» ينسحب لمحاصرة الشام، بعد أخذ الأردن مطواعاً إلى ضفة المشروع الصهيوني ــ الأميركي، وها هو العراق كله ينوء من ثقل الأخطار والتداعيات. المقصلة تهدّده صبحَ مساء...
    المشنقة آتية... لن تفرّق بين عربي وعربي بالتقوى ولا بالعمالة، فهي ظلامة كظلم أنظمة البؤس العربية... اليوم محكمة «عراقية» عليا، وغداً محاكم عربية تشبه محاكم التفتيش، ستقتصّ من كل واحد منكم...، فلا تجلبوها بأنفسكم أيها العرب بعدما جلبتم الذل والهوان...
    قد تغمركم الفرحة بقرار إعدام صدام حسين، لكنكم حتماً لن تشعروا بمثلها حينما تحين ساعتكم...
    وأخيراً وليس آخراً... عليكم أيها الخانعون أن تفكروا في أي مصير ينتظركم، وإياكم الآن أن تفكروا في أي لحظة مجرد الادعاء على من يشن حرب إبادة شاملة على العراقيين والفلسطينيين والحبل على الجرار...
    قد يطول الوقت أو يقصر، لكن من يقرأ التاريخ يعرف أن العدل والحق ليسا في محاكم الأجنبي، بل في إرادة الشعب القادر المقتدر، ولو بعد حين، على طرد المحتلين من كل أرضنا..