فداء عيتاني
يتجه الأعضاء السنة في “اللقاء الوطني اللبناني” المتحالفون مع “جبهة العمل الإسلامي” وعدد من القوى السنية الأخرى، الى استكمال حملة الاتصالات التي بدأت بشأن موقع الإفتاء في لبنان، ودوره السياسي. وستعمد لجنة خاصة تألفت لهذه الغاية الى الاتصال بمروحة واسعة من الشخصيات السنية البارزة. ويجري التداول بالتحضير لعقد لقاء موسع بعد بضعة أسابيع، يضم ألفاً وخمسمئة شخصية سنية، تحت شعار “إصلاح الواقع السياسي لدار الفتوى اللبنانية”. ومن المرجح انعقاد اللقاء في قصر الأونيسكو.
هذا ما توافرت المعلومات بشأنه، على هامش الاجتماع الذي عقد أمس في فندق “سفير” في بيروت، وضم الأعضاء السنة في “اللقاء الوطني اللبناني” و“جبهة العمل الإسلامي”، للبحث في الخطوة. وما يجدر ذكره أن المنظمين لاحظوا قبل بداية الاجتماع وجود عدد من الأشخاص بين الصحافيين، عرّف أحدهم عن نفسه بصفته عنصراً أمنياً، فطلب منه المغادرة، وعرّف آخر عن نفسه بأنه من تلفزيون “المستقبل”، فأنكر مراسل المحطة نفسها معرفته به، فطرد هو الآخر. وبعيداً عن عيون “الفضوليين” انعقد اللقاء الثاني للمجموعة، بعد لقائها الأول في منزل النائب والوزير السابق عبد الرحيم مراد، للتشاور بشأن وضع دار الفتوى مع المفتي محمد رشيد قباني، وتميز اللقاء بتأكيد استمراريته وبضم “جبهة العمل الإسلامي” اليه، حيث رأى المجتمعون أن الخلاف مع دار الفتوى يمتد من لبنان الى ما يجري في المنطقة، مفضلين التركيز على المسألة السياسية، حيث تعدّ دار الفتوى الجهة الوحيدة التي تأخذ موقفاً مؤيداً للتدخل الأميركي في المنطقة، من بين الهيئات السنية قاطبة، وترك المجتمعون مسائل الإصلاح الإداري والمالي وغيرها من شؤون دار الفتوى للهيئة المعنية بالأمر، أي المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى.
وفي تداولات المجتمعين تحدّث البعض عن ضرورة تأكيد لا شخصية الموقف، والابتعاد عن الإشارة الى المفتي قباني شخصياً، والتشديد على كون المشكلة في السياسة التي يتّبعها، وأكد آخرون أن تيار “المستقبل” قد لا يناسبه وجود مفت مماثل، وهو ما تتردد معلومات بشأنه، بينما شددت الأغلبية على ضرورة استعادة الطائفة السنية فاعليتها في التزام القضية الفلسطينية بعد انكفائها الأخير نسبياً عن هذا المجال.
وتقرّر في ختام اللقاء تأليف لجنة متابعة للاتصالات تضم: زهير جعيد، رمزي ديشون، شريف توتيو، وخلدون الشريف.
وترأس الاجتماع عن “اللقاء الوطني” الرئيس عمر كرامي وعن “جبهة العمل الاسلامي” النائب السابق فتحي يكن، الذي تلا البيان الختامي، حيث أكد “أن فريقاً من اللبنانيين يعمل دائباً على اختطاف لبنان من واقعه العربي وإلحاقه بالمعسكر الغربي، وأن هذا من شأنه أن يسقط السيادة التي يدّعي البعض الحرص عليها”.
وحذر “من الانسياق وراء السياسات والمواقف النابية التي تهدد وحدة الطائفة السنية وتضعف دورها وأداءها”.
وأضاف “من خلال حرص المجتمعين على دار الفتوى كمرجعية للمسلمين، فإنهم يدعونها إلى أن تكون في المستوى المطلوب فاعلية واستقلالية، وفوق أي فتنة أو تأويل، كاعتماد التعيين بدل الانتخاب في اختيار المفتين”.
ورأى أن زيارة جعجع الى المفتي “تشكل ظاهرة وتطرح ألف سؤال، وكأنه يريد من خلال زيارته دار الفتوى أن يأخذ براءة ذمة، لا أقول فقط من جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي، بل من خلال الموقف السياسي للقوات اللبنانية وقائدها على مدى فترات ماضية”.