ضجَّت بلدة حاريص الجنوبية بأخبار سرقة من احد متاجر البلدة، أبطالها عدد من جنود الكتيبة الايطالية العاملة ضمن قوات اليونيفيل في الجنوب. واللافت أنّ هؤلاء الجنود مارسوا «تكتيكات عسكرية» لمحاولة الإفلات بفعلتهم، على حدّ قول صاحب المتجر المستهدف موسى سويدان. ويروي نجله أن نحو ثمانية جنود من الكتيبة الايطالية دخلوا المتجر صباحاً، وراحوا يستعرضون البضائع المعروضة، وهي بمعظمها ألبسة عسكرية. بيد أن ما لاحظه سويدان هو أن هؤلاء الجنود انقسموا إلى ثلاث مجموعات، قامت الأولى بتحويل انتباهه عبر الاستفسار عن الأسعار في زاوية من المحل، بينما شكلت الثانية طوقاً يحجب الرؤية، في حين بدأ بقية العناصر بتعبئة ما يمكن من بضائع في جيوبهم والاكياس التي يحملونها. وبعدما لاحظ صاحب المحل «أن الجنود يحملون اكثر مما اشتروا، وتنبه لفقدان بعض البضائع، حاول إيقافهم وطالبهم بإعادة ما أخذوه، فأنكروا ذلك ومنعوه من دخول آليتهم العسكرية، حيث وضعوا الأكياس». عندها، استدعى سويدان القوى الامنية اللبنانية ووصلت في وقت لاحق الى المكان عناصر من الشرطة العسكرية الدولية، عملت على منع التصوير وإنهاء الموضوع من خلال إعادة كمية من البضائع المسروقة، والتعهد بدفع ثمن ما فقده صاحب المتجر بعد انتهاء التحقيق الداخلي. كل ذلك بحسب رواية سويدان الذي يشير إلى أن ما تمكن من إحصائه يتجاوز مبلغ 300 دولار أميركي.من جهتها، رفضت مصادر القوات الدولية التعليق على الموضوع، تحت عنوان «ان لا معلومات دقيقة» لديها، الا انها اشارت الى ان «هذه الحوادث لا تخرج عن نطاقها الفردي، ويمكن حلها وفقاً للقوانين العسكرية الصارمة مع إعادة الحقوق الى اصحابها».
الا ان هذه الحادثة فتحت الباب امام من علم بها على مخاوف من تكرارها، وخاصة عند اصحاب المحال، الذين انتشرت بينهم اخبار الحادثة سريان النار في الهشيم. وأشار احدهم إلى حوادث سابقة كانت تقتصر على «سرقة» بضاعة رخيصة الثمن مثل قرص مدمج (CD) او شريط كاسيت، تحل فوراً في نطاقها الضيق، في حال اكتشافها، حفاظاً من صاحب المحل على مصدر رزقه مع هؤلاء الجنود.

(الأخبار)