strong>ابراهيم عوض
الجيش عين على حفظ الأمن وأخرى على صون الحريات
فيما كانت جلسات التشاور للبحث في قضيتي تأليف حكومة وحدة وطنية وقانون انتخاب تعقد في مجلس النواب، كانت جلسات تشاور من نوع آخر تلتئم بعيداً عن الأضواء ويشارك فيها ممثلون عن القوى الرئيسية في المعارضة بهدف دراسة الخطط التي ستعتمد حين يصبح أمر النزول الى الشارع مفروغاً منه، مع إيلائهم مسألة الانضباط وتجنب حصول اي احتكاك مع القوى الامنية او التعرض للممتلكات عناية قصوى.
ويكشف قطب بارز في المعارضة لـ«الأخبار» جانباً من هذه الخطط منطلقاً من التأكيد على ضرورة التزامها القوانين المرعية الإجراء وما يكفله لها الدستور من حرية التعبير والتظاهر، فيقول إن الاستعدادات والترتيبات أعدت لنزول حوالى مليون متظاهر الى الشارع في مرحلة أولى بحيث يملأون ساحتي الشهداء ورياض الصلح وصولاً الى مشارف السرايا الحكومية رافعين شعارات المطالبة بحكومة وحدة وطنية، ويبقون فيها حتى حلول الظلام، يصار عندئذ الى استبدالهم بخمسين الف متظاهر يتوزعون مجموعات يبيتون ليلتهم في الساحات المذكورة على أن يتكرر المشهد نفسه صباح اليوم التالي أي مليون متظاهر في النهار وخمسون الفاً في الليل يطلقون شعارات التغيير الحكومي مستعينين بجميع الوسائل المتاحة لذلك بما فيها مكبرات الصوت واللافتات والخطابات والأناشيد والموسيقى.
ولا يستبعد القطب المعارض في حال عدم حصول أي تبدل في موقف الحكومة بعد مرور أيام على التحرك المشار اليه، الانتقال الى مرحلة ثانية تتمدد التظاهرات فيها الى عدد من الجسور الرئيسية في بيروت لتصل الى محيط المطار، لافتاً الى أن فريق المعارضة واعٍ تماماً للمحاولة التي تقوم بها جماعة 14 شباط لإلباس التظاهرات المنوي القيام بها عباءة الفئوية والمذهبية والادعاء بانتماء غالبية المشاركين فيها الى طائفة معينة، ومن هنا حرص القيادات في المعارضة و«حزب الله» تحديداً على التشديد بأن مشهد التظاهر سيجسده أبناء من كل الطوائف التي تؤلّف النسيج اللبناني.
ولدى سؤال القطب المعارض عما يتردد عن اتجاه فريق الاكثرية للرد على تحركات المعارضة بتنظيم مسيرة حاشدة تتوجه الى القصر الجمهوري اكتفى بالقول: «هذا من حقهم.. التظاهر مشروع لهم أيضاً».
هذا ويعرب القطب المعارض عن أمله بتوصل أهل التشاور الى حلول تبعد عن الجميع كأس النزول الى الشارع، الا أنه في المقابل يبدو غير متفائل بحصول ذلك، وخصوصاً بعدما سمعه من الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله عن محاولات حكومية لإيذاء الحزب إبان الحرب الإسرائيلية على لبنان ظهرت جلياً في شريط المفاوضات مع المبعوثين الدوليين، وبلغت في إحدى محطاتها تعريض حياة نصر الله نفسه للخطر. ويشير القطب هنا الى امتلاك الحزب وثائق ومستندات بالجملة والمفرق تظهر الأمور على حقيقتها.
إزاء ما تقدّم ونتيجة للأجواء المشحونة التي تقض مضاجع اللبنانيين المتخوفين من فلتان الأوضاع تتجه الأنظار الى الجيش الساهر على حفظ الأمن واليه يوجه السؤال: هل سيلقى «الاحتلال الجديد» لساحة الشهداء في حال حصوله المعاملة نفسها التي لقيها «الاحتلال السابق» بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري رغم صدور قرار منع التظاهر عن وزير الداخلية حينذاك سليمان فرنجية.
مصدر عسكري مأذون رد بإيجاز معبر: «الجيش يحفظ الامن ويمنع أعمال الشغب التي تهدد الاستقرار ويحرص في الوقت نفسه على صيانة وحفظ الحريات التي يرعاها الدستور». ولدى سؤاله عما سيكون عليه موقف الجيش في حال صدور قرار بمنع التظاهر اجاب: «لا نحبذ الكلام في الفرضيات وكل ما يمكن قوله هنا أن لا أحد ضد الجيش فهو من كل لبنان ولكل اللبنانيين ولن يتخلى أبداً عن حكمته».