طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
تجدّدت هذه السنة أزمة تأمين قاعات تدريس إضافية لطلاب معهد الفنون الجميلة في القبة، الذي يتبع للجامعة اللبنانية ــ الفرع الثالث. وترافقت الأزمة هذه المرة مع خطوات تصعيدية، تمثّلت باعتصام طلاب معهد الفنون احتجاجاً، وباندلاع ما يشبه «النزاع» حول ملكية بعض المباني والقاعات، بين إدارة المعهد وإدارة كلية الهندسة في الشمال.
ومنذ صباح أمس، كان طلاب معهد الفنون، الذين يُقدّرون بنحو 400 طالب، يتخذون الإجراءات المطلوبة لإنجاح إضرابهم. فتجمعوا في الممرات والكافتيريا وأجزاء من الملعب الداخلي، وهم يرفعون لافتات كتبوا عليها: «من حقّنا أن نتعلّم في قاعاتنا وصالاتنا لا مستودعاتنا»، و«ألف شكر لرئيس الجامعة زهير شكر لإهماله حقوقنا»، و«أصدقاءنا طلاب الهندسة... هل تقبلون أن نتعلّم في المستودع؟».
ولم يمرّ وقت طويل حتى خرج الطلاب الى الشارع الذي يفصل بن مبنى المعهد ومبنى كلية الهندسة، وسط انتشار لقوى الامن الداخلي، وهم يطلقون الهتافات التي تدعو مدير كلية الهندسة الى الخروج لملاقاتهم، والطلب من رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر «ممارسة الضغوط على مسؤولي كلية الهندسة في الشمال، من أجل تسليمهم قاعات وصفوف متنازع عليها، لاستيعاب الاعداد المتزايدة من طلاب المعهد».
أمينة سر مجلس الطلبة في المعهد غريس علم، أوضحت لـ«الأخبار» الأسباب التي دفعت الطلاب إلى التحرك، فأشارت الى «وجود ثلاث قاعات كبيرة ضمن حرم معهد الفنون، لكن كلية الهندسة تستخدمها مختبرات حدادة ونجارة لطلابها، ونحن نطالب بهذه القاعات نظراً لوجود نقص في الصفوف لدينا، وخصوصاً أنّ صفوف المعهد باتت تضيق بالطلاب».
ولفتت علَم إلى أن «المشكلة عالقة بين المعهد والكلية منذ سنوات. ولم تنفع كل القرارات التي اتخذت، والتي كان آخرها مطلع الشهر الجاري، وطالبت بتسليم القاعات الى المعهد، لكن لا حياة لمن تنادي». وأشارت إلى أنّ «فرع الهندسة الإعلانية الأول من نوعه في لبنان، الذي افتتح هذا العام في المعهد، يجدر بكل المسؤولين في الجامعة اللبنانية تقديم كل التسهيلات له».
ولم تنف علم «نيّة طلاب المعهد اتخاذ خطوات تصعيدية مستقبلاً، إذا لم تتجاوب إدارة كلية الهندسة مع مطالبنا». وعن نوعية هذه الخطوات أجابت: «ننزع الأقفال، وندخل الى هذه القاعات كي نتعلم فيها!».
إلا أن مدير كلية الهندسة في الشمال الدكتور شيبان نصر أوضح أن «الأمر ليس كما يشاع، وأن طلاب معهد الفنون وقعوا ضحية معلومات مغلوطة، لأن القاعات المتنازع عليها هي ملكنا، وهي معدة لتكون مختبرات لطلابنا لا قاعات تدريس، وخصوصاً أنّنا سعينا منذ سنوات لأن تكون مختبرات كلية الهندسة هي الأكبر من نوعها بين فروع الجامعة اللبنانية كلها».
وأشار نصر إلى أن «المشكلة ليست عندنا، بل عند إدارة معهد الفنون التي ازداد عدد طلابها في السنوات الاخيرة، من غير أن توسع المباني والقاعات، على غرار ما فعلنا نحن. لا بل أقدمت على استحداث فرع جديد من غير أن تؤمّن القاعات الضرورية لذلك».
ورأى نصر أنّ «هناك حاجة لتوسيع الصفوف والقاعات في معهد الفنون، ونحن ساعدناهم في الماضي، فالمبنى الحالي للمعهد كان في الأصل تابعاً لكليتنا، ولكن هل ينبغي أن أوقف إعطاء الدروس التطبيقية لطلاب كلية الهندسة، من اجل أن يتعلم طلاب معهد الفنون؟».