أكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة انعقاد جلسة مجلس الوزراء اليوم للبحث في مشروعي الاتفاق والنظام الأساسي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، متمنياً على رئيس الجمهورية إميل لحود حضورها.جاء ذلك في رد للسنيورة على الكتابين اللذين وجههما إليه لحود والذي طلب في الاول منهما تأجيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم لتتاح له فرصة دراسة مشروع مسودة المحكمة ذات الطابع الخاص، والثاني الذي يرى فيه أن استقالة الوزراء الممثلين لحركة «أمل» و«حزب الله» مسألة تتجاوز مسألة انعقاد مجلس الوزراء. وشدّد السنيورة في ردّه على «حسن التعاون بين رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء، وعلى المحافظة على الاستقرار السياسي في البلاد»، مشيراً الى أنه أعلم مجلس الوزراء يوم الخميس الماضي بأنه سيدعوه إلى الانعقاد يوم الاثنين في جلسة خاصة، متحدثاً عن مبادرات عدة منه طرحها على رئيس الجمهورية، موضحاً أنه شدد خلال اتصاله بالرئيس لحود اول من أمس «على أهمية انعقاد جلسة مجلس الوزراء للبحث تحديداً في موضوع المحكمة الدولية، لأن من شأن ذلك إزالة اجواء الاحتقان السائدة في البلاد، ولأن الموضوع يعدّ بذاته قضية اساسية ومهمة».وإذ أقر بتمني لحود عدم انعقاد جلسة مجلس الوزراء بسبب حاجته «إلى مزيد من الوقت لدراسة مشروعي الاتفاق والنظام الاساسي للمحكمة، وبسبب انشغالك يوم الاثنين، وقد أجبت فخامتك حينها بأنني سأفكر بالأمر»، كشف السنيورة انه «في ضوء ما تقدم، وبعد دراستي لكل المعطيات المذكورة اعلاه، ونظراً لأهمية الموضوع، وحساسيته ودقته، وخاصة بعد إجماع الاعضاء الدائمين لمجلس الأمن الدولي من خلال المشاورات التي اجراها الأمين العام للأمم المتحدة على مشروعي الاتفاق والنظام الاساسي للمحكمة، وبعد تفكيري ملياً بما يحققه إقرار مجلس الوزراء لهذين المشروعين من تنفيس لأجواء التوتر والاحتقان السياسيين في البلد، وتكريساً لما قرره مؤتمر الحوار وبالإجماع بشأن المحكمة الدولية الخاصة، بادرت وفي اطار صلاحياتي المنصوص عليها في الدستور، الى دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد الساعة الثانية عشرة من يوم الاثنين الواقع في 13/11/2006 في جلسة مخصصة للبحث في مشروعي الاتفاق والنظام الاساسي للمحكمة الخاصة للبنان كما وردا من الأمين العام للأمم المتحدة».وأشار السنيورة الى انــه طلــــب من الأمين العام لمجلس الوزراء مساء السبت ابلاغ المديـــر العام لرئاسة الجمهورية اقتراحه الاجتماع الى الرئيس لحود يوم امس الاحد «للبحث في الموضوع، وأن أبادر الى إرجاء انعقــــــــاد مجلس الوزراء الى يوم الثلاثاء أو الاربعاء(...) «وفيما كنت أنتظر جواباً، تلقّى الأمين العام لمجلس الوزراء رسالة من المدير العام لرئاسة الجمهورية، ظهر يوم الاحد يفيده بموجبها بأن استقالة عدد من الزملاء الوزراء اصبحت تتجاوز مسألة انعقاد مجلس الوزراء».وفي هذا الصدد، لفت السنيورة الى أنه رفض استقالة وزراء «أمل» و«حزب الله»، معلناً تمسكه بمشاركة الحزب والحركة الفاعلة في الحكومة، والتأكيد «ان هذه الحكومة تمارس الحكم من خلال التمسك بنص وروح الدستور القائم على التشاور والحوار والتوافق، وأنها ستظل متمسكة بذلك». وكرّر تمنيه على الرئيس لحود المشاركة في جلسة مجلس الوزراء اليوم مؤكداً أن «من البديهي أن يعمد المجلس الى مناقشة وجهات النظر وكل الملاحظات المطروحة، ولن يكون قراره إلا بعد التأكد من سلامة هذا القرار وشموله كل المعطيات التي تمكّن لبنان من كشف هذه الجريمة بعدل وشفافية».وكان السنيورة قد تلقّى أمس سلسلة من الاتصالات الهاتفية من كل من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، ومفوض الامن والشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، ووزير خارجية المملكة العربية السعودية الامير سعود الفيصل، ووزير خارجية دولة الامارات العربية المتحدة عبد الله بن زايد آل نهيان، وكان بحث في الاوضاع الراهنة المحيطة بلبنان والمنطقة.
(الأخبار، وطنية)