عطا الله السليم
يشكو معظم طلاب الجامعات الخاصة غلاء الأقساط ومتطلبات الحياة الجامعية الكثيرة. والقسط في الجامعة اللبنانية ــ الأميركية، وفي عدد من الجامعات الأخرى، يتحدد وفق كمية الأرصدة (credits) التي يقرر الطالب تسجيلها. إلا أنّ برنامج المساعدات في «اللبنانية ــ الأميركية» يوفّر الفرصة لأيّ طالب بحاجة إلى مساندة مالية بشكل يسمح له بتنمية قدرات ومهارات معينة، بالإضافة إلى تقوية روح المسؤولية وحس الانتماء من خلال طرق عديدة. والجدير ذكره أن 13% من ميزانية الجامعة مخصصة لبرنامج المساعدات هذا.
يشرح رئيس قسم برنامج المساعدات في الجامعة، الدكتور سمير عبيد، تفاصيل هذا البرنامج، فيقول: «إنّ الجامعة تعتمد ما يسمى الـ (Work study program) حيث يعمل الطالب في أحد أقسام الجامعة (مكاتب إدارية، مختبرات، المكتبة، مكاتب الأساتذة...) حسب عدد الساعات الموكل إليه في فصل واحد، الذي يتراوح بين 90 ساعة في حد أدنى و150 ساعة في حد أقصى. ويتقاضى الطالب عشرة دولارات على الساعة الواحدة تكون بمثابة حسم من مجموع قسطه في الفصل.
بدأ العمل في هذا البرنامج منذ زمن بعيد، يقول عبيد. ويضيف إنّ تطوير هذا المشروع كان دائماً في صلب اهتمامات مديري الجامعة كما مجلس الأمناء فيها. إلا أنّه، في الفترة الأخيرة، مع ازدياد عدد الطلاب في الجامعة، برزت الحاجة لتحديثه ومكننته، وهو ما جعله رائداً وفريداً بالمقارنة مع الجامعات الأخرى.
الجدير بالذكر أنّه يحق للطالب أيضاً الاقتراض من الجامعة مبلغاً يترواح بين 500 دولار و1350 دولاراً. ويتّفق الطالب بعدها مع إدارة القسم على كيفية التقسيط، شرط أن يباشر بدفع المستحقات فور تخرّجه، لمدّة ثلاث سنوات. ويترجم هذا الاتفاق من خلال وثيقة ملزمة يوقعها الطالب. أمّا إذا تخلّف الطالب عن الدفع، فتمدّد إدارة الجامعة المهلة لتسع سنوات، ولكن هذه المرة مع فائدة تترواح بين 3% و 5%.
يستبعد عبيد أي مجال للاستنسابية في الموافقة على الطلبات المقدمة، إذ إن كل المعلومات والوثائق المطلوبة يصار إلى إدخالها في نظام معلوماتي خاص، وتدرس كل حالة بعناية. وفي نهاية الأمر، فإنّ لجنة مؤلّفة من ممثّلي قسم المساعدات المادية، إلى جانب عدد من أساتذة الجامعة والإداريين، هي التي تتّخذ القرار النهائي بعد تحديد موعد لمقابلة أحد أولياء أمر الطالب.
يختم عبيد حديثه بالقول إنّ إدارة الجامعة لحظت أموالاً إضافية للميزانية الأساسية لهذا العام، سيخصص قسم منها لمساعدة المحتاجين من الطلاب ممن تضرروا جراء الحرب الأخيرة ــ بشكل مباشر أو غير مباشر. ويلاحظ عبيد زيادة في عدد الطلاب الراغبين في المساعدة نظراً لتردّي الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية بعد الحرب الأخيرة في لبنان.
ويشكّل الطلاب المستفيدون من هذا المشروع في كلّ من حرمَيْ بيروت وجبيل 30% من مجموع الطلاب. ويعمل هؤلاء في مجالات قد لا تكون بعيدة عن اهتمامهم. فمحمد الأمين (اقتصاد، سنة ثانية) اختار العمل داخل المكتبة لأنه يهوى المطالعة في الأصل. وليلى قمر الدين (علوم الحياة، سنة أولى) تعمل في مختبر البيولوجيا لأنها تحب هذه المادة وتدرسها كاختصاص جامعي. تعمل ليلى 150 ساعة في الفصل الواحد، أي بمعدل عشر ساعات أسبوعياً.
أمّا دانا هبري (إدارة أعمال ــ سنة أولى)، فتعمل في مكتب الجامعة المالي، حيث يتوزع عملها بين الأرشفة وتصوير المستندات وإدخال المعلومات، وهذا ما سيساعدها في عملها المستقبلي، كما تقول.
الجامعة تساعد الطالب بإعفائه من جزء من القسط. والطالب، بدوره، يساعد إدارة جامعته بتسيير أمورها الإدارية والتنظيمية. نموذج صالح للتعميم في باقي الجامعات.