طهران - محمد شمص
هناك خطوات بعد استقالة الوزراء وباريس-3 قد يكون أول الضحايا

أعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري أنه لن تكون هناك خطوات بعد استقالة الوزراء «وسنكون في المعارضة نعارض عندما يجب، وسنؤيد عندما يجب التأييد» مؤكداً أن «القول بأن المشكلة في المحكمة الدولية حجة لا تستقيم لا من قريب ولا من بعيد».
واصل بري زيارته لطهران والتقى أمس الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، يرافقه السفير اللبناني في طهران عدنان منصور وعضو هيئة الرئاسة في حركة «أمل» خليل حمدان ومدير مكتب الحركة في إيران عادل عون وعضو المكتب السياسي بلال شرارة. ثم زار بري والوفد المرافق رئيس هيئة تشخيص مصلحة النظام الشيخ هاشمي رفسنجاني، وجرى عرض للتطورات الراهنة. وأعلن بري أن اللقاءين كانا «على مستوى جيد وجدي وفي العمق لكل أوضاع المنطقة ولكل التقلبات القائمة عالمياً والتي تنعكس على منطقتنا وعلى لبنان بصورة خاصة»، مؤكداً أنه لمس من المسؤولين الإيرانيين حرصاً على لبنان، و«على أن يثمر هذا الانتصار العظيم في لبنان لمصلحة وحدة اللبنانيين وتضامنهم ومشاركتهم وتشاركهم في الآمال والآلام».
ورفض بري رداً على سؤال الرد على بيان 14 آذار أول من أمس، واتهامهم إيران وسوريا بأنهما تسعيان الى تعطيل المحكمة الدولية لأنه لم يطّلع عليه لكنه رأى أن «هذه الأساليب بالاتهامات لا تجدي أحداً». وقال: «عندما طلبنا من الوزراء الذين يمثلوننا في الحكومة والإخوة في «حزب الله» الاستقالة، قلنا كلاماً واضحاً وصريحاً، لماذا؟ أردنا المشاركة فلم يقبل الفريق الآخر، لذلك قلنا إن من بديهيات الديموقراطية أن الأكثرية تستطيع أن تحكم والأقلية تستطيع أن تعارض، هل ممنوع أن نشارك في الحكم وممنوع أن نشارك في المعارضة؟ هذا غير معقول».
واجتمع بري مع نظيره الايراني الدكتور غلام علي حداد عادل في حضور عدد من النواب الايرانيين، وجرى بحث التطورات الأخيرة في المنطقة وانتصار المقاومة في مواجهة الحرب الاسرائيلية على لبنان، الى جانب الشؤون البرلمانية وتعزيز الصيغة البرلمانية الآسيوية، كذلك تفعيل وتنشيط اتحاد برلمانات الدول الإسلامية الذي يتخذ من العاصمة الإيرانية مقراً له.
وقدّم بري شرحاً للوضع اللبناني والتطورات على الساحة الفلسطينية ورؤيته لنتائج الانتخابات الأميركية وانعكاساتها المتوقعة. وأكد رئيس مجلس الشورى الإيراني دعم إيران دولة وشعباً للبنان معنوياً ومادياً، واستعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى تقديم كل أنواع المساعدات لإزالة آثار العدوان. ونوّه بمبادرتي الحوار والتشاور اللتين أطلقهما الرئيس بري، متمنياً «أن يتمكن لبنان من تعزيز وحدته وترسيخ سلامه الأهلي»، مؤكداً دعم ايران لكل ما من شأنه تعزيز وحدة واستقرار وازدهار لبنان.
وكان بري والنائبان علي عمار وحسن حب الله قد حضروا الاحتفال الذي أقامه مجلس الشورى الايراني بمناسبة مئوية تأسيسه، وألقى بري كلمة شكر فيها الجمهورية الإسلامية في ايران على مساعداتها المستمرة للبنان وللمقاومة، الأمر الذي مكّنها من الانتصار، وأكد «أن الديموقراطية يجب أن تكون صناعة وطنية». وألقى رفسنجاني كلمة شدد فيها على «أن المعايير المزدوجة ترتكب المجازر في لبنان وفلسطين».
وأجرت محطة «العالم» الفضائية الايرانية حواراً مع الرئيس بري تناول فيه التطورات على الساحة الداخلية وأكد رداً على سؤال: «إن الوحدة الوطنية لا تعوض بشيء، ومن أجل هذه الغاية، ولا سيما أن هذه الوحدة أثبتت فعّاليتها أثناء الحرب الإسرائيلية المدمرة على لبنان أردنا أن يكون هناك مشاركة حقيقية بين ما يسمّى قوى 14 آذار وما يسمى قوى 8 آذار» مشيراً الى أننا «نرغب في المشاركة لأجل زيادة فعّالية البلد، ولا سيما أننا على أبواب باريس ـــ 3».
وعن السيناريوهات المطروحة، والخطوات التي ستقوم بها حركة «أمل» و«حزب الله» والتيار العوني قال بري: «سنكون في المعارضة بكل بساطة، نحن سنعارض عندما يجب المعارضة، وسنؤيد عندما يجب التأييد، هذا نهج معارض بنّاء، هذا الذي سنفعله».
وأكد بري أن قول الأكثرية النيابية إن المشكلة فقط كانت المحكمة الدولية «حجة لا تستقيم لا من قريب ولا من بعيد» مذكّراً بأنه في جلسات الحوار السابقة أجمع «حزب الله» وحركة «أمل» والتيار العوني على نقاط ثلاث، في بداية الجلسة: موضوع المحكمة الدولية، والتحقيق الدولي والتوسع في التحقيق ليطاول الجرائم الأخرى التي حصلت بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري».
ورأى بري أنه: «يمكن مجلس الوزراء أن يطرح المواضيع ما دام اكثر من الثلثين لا يزال في الحكومة، من الناحية الدستورية يمكن القيام بذلك، ويقال إن هذا الأمر يخالف الميثاق الوطني او في حاجة الى تعديل، وأنا أنصح بأمر آخر، لماذا لا يعين بدلاء عن وزراء حركة «أمل» و«حزب الله» ما هي المشكلة؟ فليعينوا بدلاء عنهم».
ورداً على سؤال قال: «في موسم الحج الأسبق حصلت مبادرة سعودية، وحصل اعتراف بأنها أُفشلت، لقد لعبت المملكة العربية السعودية دوراً مفيداً جداً ورائداً جداً في جمع الفرقاء في محاولة للمساعدة على هذا الحل، وأجرت اتصالات مكثفة، وكان دورها اكثر من إيجابي، لكن مع الأسف لم نتوصل الى نتيجة، كما أن المملكة العربية السعودية أيّدت المشاورات، وأيدتها أيضاً مصر والامم المتحدة والعالم كله، والجمهورية الإسلامية الإيرانية في ايران، أيدها كل محبي لبنان وتمنوا التوافق، لكنّ الله يهدي من يشاء». وأعرب بري عن خشيته من أن يكون باريس ـــ 3 أولى الضحايا.