رد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على النداء الذي وجهه اليه نظراءه السابقون الرؤساء سليم الحص عمر كرامي ونجيب ميقاتي، والذي طالبه بتعليق جلسات مجلس الوزراء ريثما تحل مشكلة استقالة الوزراء الستة، معتبراً ان دعوتهم هذه «تعطل آلية الدولة»، سائلاً اياهم: «هل تريدونني ان أساوم على جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري باسم التشاور؟».ويعتزم رؤساء الحكومة السابقون الرد على رد رئيس الحكومة عليهم، في اجتماع يعقدونه في منزل الرئيس رشيد الصلح اليوم.
موقف السنيورة جاء في تصريح ادلى به امس، استغرب «بيان الرئيسين سليم الحص وعمر كرامي والذي انضم اليهما فيه الرئيس نجيب ميقاتي، وبخاصة دعوتهم لي الى تعليق اجتماعات مجلس الوزراء، ريثما يتم التفاهم داخل اللقاء التشاوري على صيغ وفاقية».
واضاف: «ان الكل مسؤول فعلاً، لكن ليس عن استمرار الازمة المستحكمة التي باتت تهدد الشعب في وحدته ومصيره. انا مسؤول عن استمرار المؤسسات الدستورية في عملها، وبخاصة ما يتصل بمؤسسة مجلس الوزراء التي انيطت بها السلطة الاجرائية، وأنتم أيها الزملاء اصحاب التجربة في السراء والضراء، تدعونني الى التخلي عن ذلك بحجة الضن بسلامة المصير الوطني، ومقتضيات ميثاق العيش المشترك».
ورأى «ان تعطيل هذه المؤسسة الدستورية البارزة هو اكبر تهديد يمكن توجيهه الآن الى المصير الوطني، وميثاق العيش المشترك، الذي نحرص عليه جميعاً. وفي هذا السياق، اي سياق صون الوحدة الوطنية، ووحدة الحكم، كانت ممارساتي طوال فترة ترؤسي لهذه الحكومة، ومن ضمنها رفضي اخيراً لاستقالة الاخوة الوزراء من حركة «أمل» و«حزب الله»، وإصراري على عودتهم عن الاستقالة واستمرارهم في ممارستهم لمسؤولياتهم».
وأضاف: «من جانب آخر، تعلمون انهم انسحبوا من مجلس الوزراء في المرة الاولى، لأسباب تتعلق بالموضوع ذاته. علماً بأن هذه القضية حازت اجماعاً وطنياً عارماً، وباتت من المسلّمات الوطنية، لذلك ليس في مقدوري باعتباري انساناً وباعتباري مواطناً لبنانياً، وباعتباري رئيساً لهذه الحكومة، ان اتجاهل هذه المسؤوليات، لاي سبب كان.
ان اغتيال الرئيس رفيق الحريري جريمة وطنية وقومية وانسانية كبرى، وما تردد المجتمع الدولي في اتخاذ قرارات في شأنها، أفتريدونني - لا سمح الله - ان اساوم عليها باسم التشاور، بعدما اقرتها هيئة الحوار الوطني بالاجماع؟ وانتم تعلمون، كما اعلم، ان هذه المساومة بالذات قد تهدد المصير الوطني، ووحدة اللبنانيين، واملهم بالمستقبل الحر والآمن والمستقر؟!».
وتابع: «كنت أتمنى - وقد خصصتموني ايها الزملاء الكرام بهذه الدعوة الى تعطيل مؤسسة مجلس الوزراء، اي تعطيل آلية الدولة بعد تعطل موقع رئاسة الجمهورية - ان تتوجهوا الى الافرقاء الآخرين تذكيراً لهم بمسؤولياتهم ايضاً».وفيما اكد السنيورة انفتاحه على الحوار وحرصه على العيش المشترك، لفت الى ان ما يمهه عندما يغادر «هذا المنصب وهذه الدنيا، ألّا يحاسبني الله سبحانه وتعالى واللبنانيون على الافراط او التفريط».
(الاخبار)