البترون ــ ريتا شاهين
يُعَدُّ معهد علوم البحار والصيد في البترون الأوّل من نوعه في لبنان. بدأت فكرة إنشائه عام 1960، إلا أنّ المباشرة في بنائه تأخّرت إلى عام 1970. وأصابه الدمار والنهب خلال الحرب اللبنانية، فشيدت أقسامه كاملة عام 1997. يتألف المبنى من خمس طبقات تضم خمساً وعشرين غرفة للخبراء والطلاب والمختبرات، ويضمّ المدرسة الفنية الزراعية، ومحطة لتربية الأحياء البحرية، والمركز الوطني لعلوم البحار. إلا أنّ الفاعلية معدومة في المعهد، ويكفي أن نعرف أنّ ثلاثة إداريين فقط يداومون في المركز.
من المفترض أن تكون نشاطات معهد علوم البحار والصيد متنوّعة، ومنها: تجارب على تربية الأحياء البحرية، دورات تدريبية تتعلق بمواضيع الثروات الطبيعية والتنمية الريفية، «اكواريوم» لعرض الأسماك والأحياء البحرية، إضافة إلى متحف بحري.
علماً أنّ كلاً من المتحف و«الأكواريوم» والأحواض الداخلية والخارجية تنقصها الصيانة وهي متوقفة حالياً، والمتحف غير موجود أصلاً. وقد أنشئ المعهد ليؤدي دوراً في عدة مجالات كالتجارب لإفادة مربي الاسماك، ومشاريع تطوير قطاع الصيد وتعليم تقنياته الجديدة والقيام بإحصاءات عن الصيد البحري وإرسالها إلى دائرة الصيد البحري والمائي في وزارة الزراعة التي تعاود بدورها الإحصاء على صعيد كل لبنان. ولكن للأسف كل ذلك غير موجود حالياً.
المشاكل
يعاني المعهد من نقص في الكادر البشري (نتيجة سياسة الدولة في عدم التوظيف في القطاع العام) ونقص في الميزانية المرصودة له، وعدم تفعيل النشاطات وزيادة التجهيزات والصيانة مما ينعكس على الدورات ومحطة تربية الأسماك والمختبرات... علماً بأنه في حال تفعيل هذا المعهد، يصبح مركزاً اقليمياً، وليس فقط للبنان. لكن الواضح أن سياسة الدولة تستمر في عدم إيلاء قطاع الصيد وتربية الاسماك الاهتمام اللازم، مع العلم ان الثروة البحرية في لبنان هي على طريق الانقراض (نتيجة التلوث، والصيد غير القانوني في أوقات وضع السمك للبيوض وغيرها...).
المدرسة
تتبع المدرسة الزراعية للمعهد جغرافياً، لكنّها مستقلّة إدارياً وتضم اختصاصات عدّة، منها: الفرع العام، وتنسيق الحدائق والمسطحات الخضراء، فرع الزراعة، فرع الإنتاج الحيواني، فرع الصناعة الغذائية، فرع الصيد وعلوم البحار. ويتقاضى الطالب في هذه المدرسة لمدة 33 شهراً، صيفاً وشتاءً، وحتى تخرجه، منحة شهرية قدرها 135 الف ليرة لبنانية. وفي نهاية الدراسة يحصل على شهادة رسمية مصدقة من وزارة التربية في الأونيسكو. ويشترط للانتساب أن يكون الطالب حائزاً الشهادة الابتدائية العالية (البروفيه) أو ما يعادلها، إضافة إلى إتمام سن الخامسة عشرة وعدم تجاوزه سن العشرين، ويعفى من المباراة كل من أتم الصف الثاني ثانوي أو ما يعادله. وهناك مراكز لهذه المدرسة في كل من الفنار ــ بعقلين ــ غزير ــ العبدة ــ الخيام ــ النبطية ــ جزين ــ ناصرية رزق (البقاع) والبترون. وهي تدرس الاختصاصات حسب حاجات واولويات المناطق ورغبة الطلاب.
يحصل المتخرج من المدرسة على شهادة: مساعد فني زراعي تخوّله فتح مشروع زراعي خاص أو العمل في المشروع الأخضر أو في وزارة الزراعة، إضافة إلى إمكان متابعة تحصيله العلمي لنيل إحدى شهادتي الهندسة الزراعية أو الطب البيطري في الجامعات.
أما المركز الوطني لعلوم البحار فخصص له طابق في المبنى ويحتوي على مختبرات لدراسة محتويات المياه والتلوث والأحــياء البحــــرية، وهــــو تابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية.
الجدير بالذكر أنّه بدلاً من تفعيل المعهد وتنشيط خدماته، صدر أخيراً قرار بإقفال المدرسة الفنية الزراعية، التابعة له. ولم يتم التراجع عن القرار إلا بعد اتصالات وجولات قام بها مسؤول العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر المهندس جبران باسيل الذي وجّه إلى وزير الزراعة بيان شكر على تجاوبه وتفهمه، داعياً طلاب المنطقة والشمال إلى الإسراع في الانتساب إلى المدرسة بعد إعادة فتح باب التسجيل مجدداً.