فاتن الحاج
لا ينفي أنصار تحالف 14 آذار إنفاق الأموال في الحملة الانتخابية، معتبرين ذلك حقاً من حقوقهم الانتخابية
تكتسي الانتخابات الطالبية في الجامعة الأنطونية أبعاداً سياسية عاماً بعد عام، وإن كان الطلاب لا يزالون محافظين على الطابع «الودي» للعملية، نظراً لواقع الجامعة وأعدادهم القليلة التي تسمح بالتلاقي في ما بينهم. وينتخب الطلاب ممثليهم في الكليات على مدى ثلاثة أيام، تمهيداً لانتخاب الهيئة الطالبية التي تضم عشرة مقاعد. وتتوزع أصوات الناخبين بين تحالفيْن انتخابيّين: التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل وتيار المردة وحركة الشعب من جهة، وحزب القوات وحزب الكتائب وحزب الوطنيين الأحرار والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل (تحالف 14 آذار) من جهة ثانية. تجدر الإشارة إلى أنّ القوّتين الأكثر بروزاً في الجامعة هما: التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية.
وقد باشر الطلاب أمس انتخاباتهم في معهد التربية البدنية والرياضية وكلية إدارة الأعمال التي تفتتح للسنة الأولى في الجامعة. ففاز التيار الوطني الحر بمقعدي السنتين الثانية والرابعة، وحازت طالبة مستقلة مقعد السنة الأولى. فيما تقول مصادر التيار إنّ الطالبة ستصوّت لصالح التيار عند انتخاب الممثل العام للكلية في الهيئة الطالبية. أما مقعد السنة الثالثة فقد «انتزعه» طالب في القوات. وفاز أحد الطلاب المستقلين بالتزكية بمقعد السنة الأولى في كلية إدارة الأعمال.
إلا أنّ المعركة تنحصر في كليات الهندسة والتمريض ومختبر الأسنان التي تجرى انتخاباتها غداً الخميس حيث يختار طلاب كلية اللاهوت ممثليهم في السنوات الخمس أيضاً. أما اليوم فينتخب الطلاب ممثليهم في كلية الإعلان ووسائل الإعلام وهي كلية جديدة. وتضم ممثل السنة الأولى فقط، الذي من المرجح أن يحظى التيار الوطني الحر بالمقعد بالتزكية. كما يختار طلاب المعهد العالي للموسيقى ممثليهم في السنوات الخمس.
وفي حملته الانتخابية، وزع التيار أمس على الطلاب عصير البرتقال الطبيعي والمياه والبسكويت. ويوزع اليوم الـ«نسكافيه» و الـ«Donuts». كما وعد تحالف التيار، في برنامجه، بالسعي إلى خفض بدل الساعات المعتمدة «credits» ورفع نسبة السماح بالتغيب ومتابعة المطالبة بإجراء دورة ثانية للامتحانات وتفعيل النشاطات الطالبية والنوادي الجامعية وإيجاد إطار للتواصل بين طلاب الجامعة وسوق العمل.
يذكر أنّ المنسق العام للتيار بيار رفول ومسؤول الاتصالات السياسية ماريو شمعون زارا الجامعة أول من أمس، وكانت دعوة للتهدئة وتجنب المشاكل.
ويشكو أنصار التيار من إجراء إداري منع عدداً من الطلاب من الترشح للانتخابات. ويوضح الأمين العام للجامعة الأب فادي فاضل في هذا الإطار أنّ الطلاب سحبوا ترشيحهم ومن ثم قرروا أن يعودوا عنه، ولكن بعد انتهاء المهلة المعطاة لتقديم الترشيحات. ويلفت فاضل إلى أنّ لا مشكلة في العودة عن الانسحاب، ولكن ضمن المهلة القانونية (10أيام).
ويؤكد فاضل «أننا كإدارة نعمل على ديموقراطية الانتخابات في إطار حرية الترشح والانتخاب، وإن كنا حريصين على أن تكون أبعادها أكاديمية وأن لا تكون الهيئة محسوبة على طرف دون آخر».
ولا ينفي أنصار تحالف 14 آذار الشائعات التي تطالهم، متحدّثة عن إنفاق الأموال في الحملة الانتخابية، معتبرين ذلك حقاً من حقوقهم الانتخابية. وتدير القوات الحملة لأنها تشكل ثقل التحالف. وحصر التحالف برنامجه في القضايا الأكاديمية والترفيهية دون المطلبية «لأننا لا نريد أن نكذب على الطلاب. فقد جرّبنا مراراً السعي مع الإدارة لخفض الأقساط والعودة إلى الدورة الثانية للامتحانات، ولكن من دون جدوى».
يذكر أنّ التحالف أقام ترويقة مناقيش للناخبين الأسبوع الماضي.