فاتن الحاج
عُقد أمس اجتماع مسائي بين عميد الطلاب في الجامعة الأميركية مارون كسرواني وممثلي المنظمات الطلابية في الجامعة أبلغ فيه الطلاب تأجيل فرز أصوات الانتخابات إلى الثانية عشرة من ظهر اليوم. وفيما أكد كسرواني أنّه يتحمل مسؤولية القرار، وصفت المنظمات خطوة تأجيل الانتخابات بالجائرة، إلا أنّها أنهت الاعتصام أمام باحة الوست هول

وقع خبر تأجيل فرز الأصوات في انتخابات الجامعة الأميركية في بيروت وقوع الصاعقة على الطلاب المتجمعين أمام مبنى الوست هول حيث كانوا يترقبون النتائج. وصل الخبر إلى البعض بواسطة الرسائل الهاتفية، وسرعان ما أثار حفيظة الجميع قبل الإعلان الرسمي، فراحوا يرددون: «الليلة، الليلة، بدنا الفرز الليلة»، «بدنا نشوف النتيجة». وما هي إلا دقائق معدودة حتى خرج عميد الطلاب الدكتور مارون كسرواني ليزف الخبر اليقين: «نشكركم على اليوم المميز بالديموقراطية رغم الأمور الصغيرة التي حصلت. إلا أننا فوجئنا بالتجمعات الحزبية التي بدأت عند الرابعة بعد الظهر على مدخل الجامعة، حاملة الأعلام والشعارات الحزبية ومكبرات الصوت التي تصدح بالأناشيد التعبوية. وهذا الأمر يدعو إلى الشك والريبة وإمكان التصادم. نحن بغنى عن أي تصادم وأن نكون الشرارة التي تؤدي إلى نار خارج أسوار الجامعة ونحن نريد سلامتكم وسلامة الوطن».
وأعلن أنّ اللجنة المنظمة ختمت جميع صناديق الاقتراع التي وصلت إلى مبنى الوست هول بالشمع الأحمر، بحضور المرشحين وأعضاء اللجنة، كما وضعت في مكتبه الخاص وتحت مراقبته شخصياً. وتأجل فرز الأصوات إلى موعد آخر يحدد لاحقاً، ويكون الفرز بحضور جميع المرشحين.
يذكر أنّ إعلان كسرواني لم يكن الوحيد أمس. فقد سبق أن خرج إلى الطلاب «المتحمسين» في المرة الأولى وطلب منهم أن يحافظوا على الهدوء التام لمدة نصف ساعة، وخصوصاً بعد أن نُمي إليه أنّ طلاباً يرفعون صوراً لشخصيات حزبية وسياسية (وكانت بالفعل صوراً للسيد حسن نصر الله والنائب وليد جنبلاط وأعلاماً حزبية)، فوصف كسرواني الخطوة بالتحدي والاستفزاز الذي لا يليق بالطلاب، ودعاهم إلى الحفاظ على مستواهم ومستوى جامعتهم. ثم طلب كسرواني من المرشحين الدخول إلى قاعة الفرز. ولم يكد نصف الساعة يمضي، حتى جاء إعلان التأجيل فافترش الطلاب الأرض واتفقوا على البقاء في الجامعة. واللافت أنه بعد أن كانوا يهتفون بشعاراتهم الفئوية الضيقة، أتى القرار لـ«يوحّدهم» على مواجهته بطريقة أو بأخرى، فأنشدوا جميعاً النشيد الوطني، وهتفوا «AUB»، وإن ساد كلام على أنّ بعض مرشحي تحالف 14 آذار وقّعوا مباشرة على الموافقة على التأجيل.
أما مصادر المرشحين فتحدثت عن ضغوط مورست عليهم في قاعة الفرز حيث وضعوا أمام خيارين: إمّا التوقيع على قرار التأجيل والخروج من القاعة، أو الخروج من القاعة مباشرة. إلا أنّ معظمهم آثر الاعتصام في الداخل، ومنهم من تحدث عن «تهديدات» وجهت للمرشحين المعترضين بالإنذار أو ما يسمى بالـ«Dean s warning» وهو أعلى إنذار يعطى في الجامعة يمهد للطرد في حال حدوث أية مخالفة صغيرة إضافية، أو الحرمان من الامتحانات أو ما شابه، وهو ما اضطر البعض إلى التوقيع.
أما السبب الرئيسي الذي أعطي للمرشحين بشأن التأجيل فهو العذر الأمني، وما يمكن أن تحدثه السيارات والأغاني الحزبية في الخارج من مشاكل، كما لم يسمح لهم بالاستفسار عن السبب الحقيقي.
غير أنّهم علموا «أنّ اتصالات «أمنية» وردت إلى الجامعة على أعلى مستوى، وطالبت بوقف الفرز، في محاولة لإلغاء النتائج، وخصوصاً أنّ بعض الماكينات الانتخابية رجّحت أن تكون الدفة لمصلحة «المعارضة» في كلية الآداب والعلوم حيث أم المعارك». وذهب البعض إلى القول: «إنّ هناك ملعوباً، وإلا فلماذا كل هذا الهدوء خلال اليوم الانتخابي على غير العادة».
وفي المواقف، أسفت لجنة الشباب والشؤون الطلابية في التيار الوطني الحر لخطوة التأجيل، متمنية أن تكون الأسباب جدية وأن لا تكون مقدمة للتلاعب بنتائجها. واستغرب عميد التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي صبحي ياغي، في تصريح له، القرار قائلاً: «إما أن يكون استخفافاً بوعي الطلاب وإما أن تكون إدارة الجامعة خضعت لضغوط سياسية من فريق 14 شباط، وهذا ما نظنه، وخصوصاً بعدما أظهرت حركة الاقتراع وبداية الفرز تقدماً كبيراً لمصلحة قوى المعارضة».
ووصف سكرتير قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي في الجامعة أمين الخشن القرار بالتعدي على حق الطلاب بخوض الانتخابات إذ لم يتم الوقوف على رأي القوى الطلابية عند اتخاذه، بصرف النظر عن هواجس الإدارة. وأكد أمين سر منظمة الشباب التقدمي في الجامعة علاء صالح، في هذا الإطار «أننا نرفض القرار، وإن كنا نعتقد أنّه قد يكون مناسباً، نظراً للتجمعات والتشنج في الخارج». ويرى مسؤول القوات في الجامعة غوستاف قرداحي أن الخطأ الذي ارتكبته الجامعة هو عدم أخذ رأي القوى الطلابية أو حتى الهيئة التمثيلية، ونحن لم نقبل به طوعاً».
وبالعودة إلى اليوم الانتخابي، لم تكن أجواء الاقتراع «المثالية» في الداخل تعكس الإجراءات الأمنية المتشددة في الخارج، بل بدت انتخابات تقليدية تعتمد على استمالة المرشحين، بعيداً من النقاشات السياسية التي تحدث عادة في الجامعة. واتخذت المعركة شكل «المعارضة» في مواجهة «السلطة». وتحدثت القوى عن تشطيب خفيف هذا العام نظراً للانقسامات السياسية الحادة. ووجود مجموعة «vote blank» التي دعت إلى التصويت بأوراق بيضاء لم يكن واضحاً. وبرزت، من جهة ثانية، بعض اللوائح الملغومة في بعض الكليات وتحديداً في الهندسة والآداب والعلوم.
وقد اقترع طلاب كلية الآداب والعلوم وطلاب كلية سليمان عليان لإدارة الأعمال في مبنى الوست هول واقترع طلاب كليات الهندسة والزراعة والعلوم الصحية ومدرسة التمريض كل في كليته أو في قسمه.
لقطات
تابع رؤساء القوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب التقدمي والتيار الوطني الحر تفاصيل اليوم الانتخابي الطويل، بحسب القيادات الطالبية في هذه الأحزاب. وأشار أحد قياديي الطلاب في حزب الله إلى أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله لا يهتم كثيراً بالتفاصيل، لكنه ينتظر النتيجة طبعاً.

أعدّ طلاب قوى البريستول لائحة excel طويلة بأرقام تشريج البطاقات الخلوية، تجنباً للوقوع في فضيحة العام الماضي، بعد أن كُشف عبر الإعلام العدد الهائل لبطاقات التشريج التي وُزعت. واحتاج البريستوليون إلى ثلاث أوراق، كل واحدة منها تضم أكثر من سبعين رقماً.

قبل أن يعلم طلاب التيار الوطني الحر أن قرار تأجيل الفرز، حتى الساعة الثانية عشرة من ظهر الغد، نهائي ولا عودة عنه، أجروا عدة اتصالات، أبرزها مع العماد ميشال عون، وحاولوا أن يقنعوا أمانة السر في التيار بتأمين بعض الخيم والفرش ليعتصموا في باحة الجامعة.