فاتن الحاج
لم تحسم نتيجة الانتخابات الطالبية في الجامعة الأميركية في بيروت لمصلحة أي من تحالفيْ «14 آذار» و«المعارضة». فالحابل اختلط بالنابل، واحتفل الفريقان بالفوز. وجاءت الأرقام متناقضة في حسابات القوى، وخصوصاً أنّ كلاً من التكتلين أعلن أنه أحرز 44 مقعداً. كما شكلت كلية الزراعة نقطة خلاف بعدما حاول الجميع الإستئثار بها. إلا أنّ الفائزين بمقاعد الكلية حسموا الجدل وأوضحوا أنّهم مرشحون مستقلون ينضوون تحت تكتل الرأي الحر أو «free will movement» ولا علاقة لهم بأي قوة طالبية. والمرشحون الفائزون هم: قاسم جوني، رولا الراسي، موريس عيراني، مايا خلف وأمين سمعان. ويبدو أنّ أصوات هؤلاء المستقلين هي التي تحدد وجهة المجلس الطالبي، ولا سيما أنّ تحالف 14 آذار يقول إنّه أحرز كليتي الآداب والعلوم وإدارة الأعمال (8 مقاعد في المجلس)، فيما تؤكد «المعارضة» حيازتها 4 كليات ومن ضمنها كلية الزراعة (9 مقاعد). أما بالنسبة إلى هوية نائب رئيس المجلس، وهو أعلى منصب طالبي في الجامعة، فيحددها الأساتذة السبعة الذين يشاركون في انتخابه، طالما أنّ الأرقام متقاربة.
من جهتها، أوضحت مجموعة بلا حدود اليسارية المستقلة أنها خاضت المعركة بشكل مستقل ولم تنخرط في أي من التكتلين السائدين، كما حاز مرشحوها أربعة مقاعد في الدراسات العليا في كلية الآداب والعلوم وهم: هراتش حاصرجيان (بلا حدود)، أحمد فرحات (بلا حدود)، مروى أبو دية (مستقلة مدعومة من بلا حدود) ورامي سنتينا (مستقل مدعوم من بلا حدود).
وفي أجواء الفرز، لم تكد الثانية عشرة ظهراً تدق إيذاناً ببدء فرز الأصوات حتى علت «الهيصات» في باحة الوست هول. وقف أنصار «المعارضة» وأنصار «14 آذار» في جهتين متقابلتين، مرددين شعاراتهم الحزبية المعهودة. فشعار «بري، نصر الله، الرابية كلها» يقابله «قوات، مستقبل، اشتراكية». ثم تتدرّج الشعارات لتصبح أكثر فئوية «الله، قوات حكيم وبس، الله الحريري والطريق الجديدة، وليد بك بعد الله منعبده، لبيك يا نصر الله، تررتتا جنرال». وتصدر بعد ذلك الاتهامات المتبادلة «صهيوني صهيوني سمير جعجع صهيوني، سوري سوري سوري عون أكبر سوري، إيراني إيراني حزب الله إيراني».
تستدعي هذه الاتهامات تدخل عميد الطلاب مارون كسرواني فيأمر بوضع الحواجز بين الجهتين. إلا أنّ الطرفين يرفضان الإجراء. يسألهما كسرواني عن الضمانة من التصادم فيردان بأنّ الطلاب هم الضمانة. وبرز هنا المشهد الذي لم يتكرّر طوال الانتخابات، حين اعترض الطلاب «المتنافسون» على فصلهم بتشابك الأيادي والهتاف بالنشيد الوطني و«AUB». ولكن لم تلبث أن عادت الشعارات الطائفية حتى كاد شتم أحد المقامات الدينية يؤدي إلى إشكال لولا تدخل إدارة الجامعة وأمنها.
وبعد ذلك ظهرت النتائج تباعاً، وبدأ الحديث عن «تزوير» طاول الانتخابات، ولا سيما في صندوق اقتراع السنة الثالثة في كلية الآداب والعلوم، فتبين بحسب «المعارضة»، أنّ هناك 147 مقترعاً، فيما احتوى الصندوق على 151 ورقة. وقد أحدث هذا الأمر بلبلة في صفوف الطلاب، وتتوجه قوى المعارضة إلى تقديم طعن بالنتيجة. علماً بأنّ جميع المرشحين وقّعوا على النتيجة.
في المقابل، خرج العميد كسرواني ليقول: «أطالبكم بالحفاظ على الهدوء منذ يوم أمس (أول من أمس)، وأحلف بشرفي وأولادي أنّه ما من أحد مسّ الصناديق والبعض منكم كان ساهراً كل الليل وشهدتم على الختم بالشمع الأحمر». وشدد على أنّ الوطن يحتاج إلى شباب يعي خطورة الأوضاع التي يمر بها البلد». ثم أعلن النتائج رسمياً.
في هذه الأثناء، جمع مسؤول الاتصالات السياسية في اللجنة الطالبية في التيار الوطني الحر أنصار المعارضة وقال لهم: «هؤلاء الناس لا يعترفون بالخسارة، ومع التزوير ربحنا أربع كليات، ويبدو أننا لن نسقط فقط الحكومة بل أيضاً بعض الإدارات التي لا تريد أن تتحمل مسؤولياتها».
وصدر في وقت لاحق بيان عن التيار الوطني الحر أعلن فيه فوزه وحلفاءه في الانتخابات الطالبية على الشكل الآتي: «فازت لائحة المعارضة بـ44 مقعداً مقابل 37 مقعداً لقوى 14 شباط و12 مقعداً للمستقلين. وستعاد الانتخابات في مقعدين في كليتي إدارة الأعمال والعلوم والآداب.
من جهتها، أودعت قوى 14 آذار، في بيان أصدرته، الرأي العام والمواطنين النتائج النهائية للانتخابات التي وردت كالآتي: «47 مقعداً لتحالف 14 آذار وبلا حدود، مقابل 31 مقعداً لقوى 8 آذار و15 مستقلاً، وتعادل في مقعدين».
وأصدر النادي الثقافي السوري في الجامعة بياناً، ليل أمس، استغرب فيه إطلاق «شتائم مؤلمة ضد بلدنا الحبيب وصلت الى حد أن صفة «سوري» أصبحت شتيمة». ورأى البيان أنّ «استخدام أي كلمة مسيئة بحق «سوريا» هو تحريض وإهانة تمسّ كرامتنا وتتعارض مع مبادئ جامعتنا العريقة».