كرس المصلون في منطقة الأوزاعي الشيخ هشام خليفة إماماً لمسجد الأوزاعي، بناء على أحكام الشريعة التي تعطي المصلين حق اختيار الإمام، رداً على محاولة دار الفتوى عزل خليفة عن الخطابة في الجامع المذكور، وهو ما أثار العديد من ردود الفعل في أوساط السنّة والقيادات السياسية التي طلبت من خليفة «الوقوف حتى نتمكن من الوقوف خلفك لتصحيح الخلل»، وهو ما حصل.ومنذ ظهر أمس تجمع ما يقارب نحو خمسين من وجهاء بيروت وشخصياتها، إضافة إلى حشد من المصلين داخل المسجد، بينما كانت القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي تحيط بحرم المسجد، وطالب المصلون الشيخ الذي كلفته دار الفتوى، محمد مسلماني، بالتنحي لمصلحة الشيخ خليفة، فانصاع مسلماني بلباقة محترماً حكم الشرع والشيخ خليفة بحسب ما قال، ودخل المصلون إلى مكتب خليفة الذي لم يغادره، حتى لا يفهم دخوله المسجد على أنه تحريض على أي تحرك، وطالب المصلون خليفة بإمامتهم.
وتحدث خليفة عن الفتنة «التي لعنها الله ولعن من أيقظها»، مشيراً إلى أوضاع البلاد التي تذهب نحو الخراب، وقال: «إن ما نسمعه من السياسيين أنفسهم هو خطاب يدعو إلى الفتنة»، متسائلاً إن كان الوطن قد خلا من الحكماء الذين يبعدون عن أهله شبح الفتنة، أم أن «هؤلاء المسؤولين هم من يحقننا ويعبئنا للسير نحو الفتنة، وعندها نكون كلنا من الخاسرين، ونذهب بعد خراب 15 عاماً إلى اتفاق طائف جديد، أم يجب أن نتدارك أمورنا من اليوم؟»
وقال خليفة: «لن أتحدث عما حصل معي اليوم، وانما سأقول ما هكذا يكون الوفاء لمن خدم 33 عاماً دار الفتوى، وقدم ضمن ما قدم لها إذاعة القرآن الكريم ولن أضيف».
علماً بأن اتصالات تأييد وصلت إلى الشيخ خليفة من عدد من الدول الخليجية والمهجر. وكانت مصادر في دار الإفتاء قد أكدت أنها حملت رداً غير مباشر من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني إلى خليفة، يفيد بأنه لم يقم بعزله، بل دائرة شؤون الأوقاف قامت بذلك من دون علمه.
(الأخبار)