ابراهيم عوض
في محاولة لاحتواء الحملة التي شنتها قوى المعارضة على الادارة الاميركية وسفيرها في لبنان جيفري فيلتمان بعد اتهامها بنسف جلسات التشاور والتحريض على عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء لإقرار مسودة مشروع المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، جاءت زيارة فيلتمان لرئيس مجلس النواب نبيه بري يوم السبت الماضي.
وذكرت اوساط قريبة من بري إن السفير الاميركي استهل حديثه بإبداء أسفه لتعليق جلسات التشاور مؤكداً عدم وجود اي علاقة لواشنطن بهذا الامر، كما نفى بشدة ما تردد عن «تعليمات» تلقتها قوى 14 آذار وفريقها الحاكم بضرورة المسارعة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء لإقرار مشروع المحكمة الدولية وعدم افساح المجال امام فتح «بازارالجدل حولها من باب طلب وزراء حركة «أمل» و«حزب الله» امهالهم بعض الوقت لدراستها وعرضها على قانونيين قبل مناقشتها.
وحرص فيلتمان بعد اعلان براءته مما حصل، سواء لجلسات التشاور او لحكومة السنيورة، ان يبلغ الرئيس بري تأييد بلاده للجهود التي يبذلها للتقريب بين القيادات المختلفة وإجلاسهم الى طاولة الحوار لحل القضايا موضع الخلاف فيما بينهم، معتبراً ان ارئيس البرلمان يمثل حلقة التواصل الاساسية بين سائر الاطراف اللبنانية، ولا بد من أن يلقى الدعم من الجميع سواء داخل لبنان او خارجه.
وعاد فيلتمان الى «نفض يديه» من اي مسؤولية أدت الى تعطيل جلسات التشاور واستقالة وزراء الشيعة من الحكومة ومعهم الوزير يعقوب الصراف في لقاء عقده مع رئيس حزب الحوار الوطني المهندس فؤاد مخزومي بعد مغادرته عين التينة. الا أنه اضاف في هذا الاجتماع بعض الاسئلة التي طرحها على مستقبِله، ومنها لماذا الذهاب الى الشارع؟ وهل قوى المعارضة جادة في هذا الطرح؟ ومن يضمن عدم حصول أعمال شغب اذا ما انطلقت التظاهرات؟ كما استعان بالديموقراطية ليسجل مأخذه على «الاقلية التي لا تريد الاعتراف بأكثرية جاءت بها انتخابات نيابية قال فيها الشعب كلمته وحدد خياراته؟».
وفاجأ فيلتمان محدثه، بعدما لزم الصمت لدى سؤاله عن حصر اهتمامه بالاكثرية دون الاقلية انسجاماً مع الديموقراطية ايضاً، بالكشف عن وجود توجه جدي لدى المسؤولين الاميركيين بتقديم ما امكن من مساعدات لتعزيز قدرات الجيش اللبناني. وذكر في هذا المجال، أن طليعة هذه المساعدات التي تقدر بنحو40 مليون دولار، بدأت بالوصول الى بيروت، فيما المباحثات تجري على قدم وساق لرفعها الى 400 مليون دولار.
ولاحظت اوساط سياسية متابعة ان زيارتي السفير فيلتمان لكل من بري ومخزومي اللتيين تأبّط فيهما «صك البراءة» المشار اليه وامتنع بعدهما عن الادلاء بأي تصريح، أتتا غداة زيارةٍ لافتة قام بها السفير لوزير الاتصالات مروان حمادة اعلن بعدها انه سلمه رسالة هي نفسها التي سلمها أمس نيابة عن حكومته الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ومفادها أن الولايات المتحدة هي هنا لدعم حكومة لبنان وشعبه (...). مناشداً من «يصفون انفسهم بأنهم اصدقاء للبنان التصرف على انهم فعلاً اصدقاء للبنان وأن يدعموا الحكومة اللبنانية المنتخبة دستورياً».
وتساءلت هذه الاوساط عن علاقة وزارة الاتصالات بمثل هذه الرسالة، وعن سبب عدم إفصاح حاملها عنها بعد تسليمها الى المرسلة اليه... الرئيس فؤاد السنيورة.