حسن عليق
أولاً: توقيت الاغتيال قبل ساعات من مناقشة مجلس الأمن مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وجرائم ومحاولات الاغتيال الأخرى التي كانت موضع أخذ وردّ، فجاء اغتيال الجميل ليحسم الأمر بإقرار المحكمة وتفويض الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان توقيع الاتفاقية مع الحكومة اللبنانية بعد إتمام المتطلبات الدستورية المحلية.
ثانياً: اختيار محلة الجديدة مكاناً لتنفيذ الجريمة، لكون أبناء تلك المنطقة معروفين بانحيازهم وتأييدهم للتيار الوطني الحر الذي كان على النقيض من الوزير الجميل وساجله إعلامياً في شكل شبه دائم في مناسبات عديدة. وانحيازهم أيضاً الى نائب رئيس مجلس الوزراء السابق ميشال المر الذي يتميز بخصومته السياسية لآل الجميل تاريخياً وخصوصاً في منطقة المتن الشمالي بسبب النزاع على النفوذ السياسي، واستقطاب المؤيدين والمناصرين. ويأتي هذا الاغتيال في مرحلة تتميز بشرخ واسع في الصف السياسي المسيحي الذي بدت بعض مؤشراته عبر إقدام البعض على إحراق صور النائب العماد ميشال عون في منطقة الأشرفية ليل أول من أمس،
ثالثاً: وقوع الجريمة على بعد مئة متر من بيت الكتائب ــ إقليم المتن ــ قسم الجديدة وفي وضح النهار، ما يوحي أن شباب حزب الكتائب غير قادرين على حماية قائد بحجم الجميل لكونه حزباً غير مسلّح وكأن في ذلك دعوة صريحة الى التسلحّ وأن تقوم كل فئة أو جهة بحماية نفسها بنفسها وانشاء دويلتها الخاصة.
رابعاً: إن اغتيال الوزير الجميل يندرج في إطار استهداف قيادات وشخصيات مسيحية منذ ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وكان ضحايا هذا المسلسل الصحافي سمير قصير، وجورج حاوي، والوزير الياس المر، والإعلامية مي شدياق والنائب جبران تويني، وما بين هذه الجرائم التفجيرات التي طاولت مناطق سكنية وتجارية وسياحية في المناطق التي تسكنها غالبية مسيحية.
خامساً: تأتي هذه الجريمة ترجمةً لتحذيرات أطلقها قياديون في «14 آذار» حذروا من اغتيال عدد من الوزراء لتفقد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة نصابها الدستوري بعد استقالة الوزراء الشيعة والوزير يعقوب الصراف وتصبح في حكم المستقيلة دستورياً، والتي أُتبعت بتحذيرات من اغتيالات قد تطال نواب الأكثرية لتطيير هذه الأكثرية من البرلمان، وخصوصاً ان اغتيال الجميل حصل بعد ساعة ونصف ساعة من إطلاق النار على مكتب الوزير ميشال فرعون في منطقة الأشرفية.
سادساً: كانت للوزير الجميل مواقف سياسية وخطابات وتصريحات وإطلالات إعلامية وضعته في صف «المتطرفين» في الدفاع عن قوى 14 آذار التي انحازت في العديد من المناسبات إلى سياسة الادارة الأميركية.