طرابلس - نقولا طعمة
سقط ثلاثة جرحى جراء خلاف وقع بين مواطنين في شارع سوريا في باب التبانة عند الساعة الرابعة والنصف بعد ظهر أول أمس، ونقلوا إلى المستشفى الإسلامي، وهم: حسام العبود (18سنة)، ناصر عكاري (44 سنة)، خضر شركس (22 سنة). وعلى الفور، حضرت مجموعة من قوى الأمن الداخلي، وطوّقت جزءاً من شارع سوريا، ومنعت العبور فيه، وقامت بإجراءات أمنيّة تمكنّت بواسطتها من ضبط الوضع، من دون أن تتأثر الحركة العامة في الشوارع المجاورة.
الحادث أوقع بلبلة في المدينة لأكثر من سبب:
الأول، أن المنطقة التي وقع فيها الحادث تحمل الكثير من ويلات الحرب الداخليّة في طرابلس في النصف الأول من الثمانينيات، في ما أطلق عليه صراع باب التبانة ــ بعل محسن. وهو صراع داخلي، لأن التسميتين تتبعان منطقة واحدة، أي أنه كان يقع بين أحيائها كامتداد لخلافات الحرب الأهلية اللبنانية. وبسبب طول الأحداث وتكرارها، دفع سكان المنطقة الشديدة الفقر الأثمان الباهظة من أرواحهم وممتلكاتهم، ما أدى إلى استمرار تخبّطهم في نتائج الصراع السابق حتى اليوم.
والثاني، أن الحادث وقع على خلفيّة محاولة بعض العناصر المتحمّسة سياسياً، والمعبّأة مذهبياً، القيام بممارسات تستفزّ أبناء الحي الآخر، مثل إطلاق المفرقعات والألعاب والأعيرة النارية. فحاول بعض أبناء المنطقة ثنيهم عن ذلك لرفضهم تجدد الأحداث بين المنطقتين، بحسب ما أفاد به «الأخبار» عدد من أبناء المحلّة. ووقع تلاسن تطوّر إلى استخدام السلاح وتبادل إطلاق النار، فأصيب ثلاثة من الشبان.
ويأتي الحادث ليطرح التساؤل عن غاية تيارات سياسية معيّنة، من تجييش الشارع مذهبياً، ما يؤدي إلى استخدام السلاح الذي ما يزال بحوزة الكثيرين من أبناء المنطقة.