تواصلت الإدانات دولياً وعربياً لجريمة اغتيال الوزير الشهيد بيار الجميّل، وشددت دول عدة على دعم الحكومة، فيما تعهدت واشنطن دعم لبنان في وجه «التجاوزات» السورية والايرانية،وعزّى الرئيس الأميركي جورج بوش في اتصالين هاتفيين كلاً من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والرئيس أمين الجميّل. وأوضح غوردون غوندرو الناطق باسم مجلس الأمن القومي أن بوش تعهد خلال اتصاله بالسنيورة «دعم استقلال لبنان إزاء التجاوزات التي ترتكبها إيران وسوريا»، وأكد له «تعهده الثابت» دعم الديموقراطية في لبنان. و«أن العنف والاضطرابات في لبنان لن تمنع الأسرة الدولية من إنشاء المحكمة الخاصة للبنان».
واتصل بالجميل معزياً كل من الرئيس الفرنسي جاك شيراك، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الرئيس المصري حسني مبارك، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
ووصف وزير الخارجية الكندي بيتر ماكاي عملية الاغتيال بأنها «اعتداء على الاستقلال والاستقرار والديموقراطية في لبنان»، مؤكداً دعم بلاده «القوي» لحكومة السنيورة.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في رسالة إلى مجلس الأمن يطلب فيها «اتخاذ اللازم» أن السنيورة وجّه له رسالة أمس مفادها أن حكومته تريد أن يضاف مقتل الجميل إلى التحقيقات في مقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وقال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون إن واشنطن تؤيد توسيع التحقيقات و«ندرس الخطوات التي ينبغي اتخاذها. ولكن سنؤيد بالطبع أي آلية نحتاج لفرضها. وإذا نظرت إلى نمط هذا الاغتيال، فإننا نعتقد بأنه مدرج في السياق نفسه».
ودان وزير الخارجية الأوسترالي الكسندر داونر الاغتيال «الجبان» الذي «يهدف إلى زعزعة استقرار حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الشرعية والمنتخبة ديموقراطياً، وإعاقة جهودها في بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية».
وأعرب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيديرالية الروسي ميخائيل مارغيلوف أمس الأربعاء عن قناعته بأن الجريمة «ستصعّد من خطر الحرب الأهلية». ورأى أن «لبنان الآن على حافة الحرب والوضع متوتر بدرجة كبيرة».
ووصف البابا بنديكت السادس عشر اغتيال الجميل بأنه «هجوم وحشي»، وحث الشعب اللبناني على الحذر من «قوى الظلام التي تحاول تدمير البلاد»، داعياً اياهم الى «عدم السماح للكراهية بأن تنتصر عليهم».
وجددت طهران استنكارها الجريمة، ووصف الناطق باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني اغتيال الجميل بـ«الخسيس»، محمّلاً المسؤولية «لأولئك الذين لا يريدون تأليف إجماع وطني ولا يريدون استمرار المقاومة المنتصرة في المنطقة».
وناشدت منظمة المؤتمر الاسلامي الشعب اللبناني التمسك بالوحدة الوطنية. وقال الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلي في بيان له «إنه يشعر بكثير من الحزن والقلق لما ينتاب لبنان حالياً من محاولات متعددة لزعزعة استقراره». وأعرب عن صدمته العميقة لاغتيال الجميل وعن إدانته الشديدة لـ«هذه الجريمة النكراء».
وعبّر وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست المجتمعون في الرياض عن أسفهم للاحتقان السياسي في لبنان مدينين جريمة الاغتيال، وأهابوا باللبنانيين تجاوز الصراعات وتغليب لغة الحوار.
وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن «عملية الاغتيال الآثمة لم تستهدف الوزير الجميل وحده، بل استهدفت (... ) استقرار لبنان بأكمله». وطالب «جميع اللبنانيين» بـ«التكاتف والوقوف بقوة أمام محاولات زعزعة الاستقرار».
ورأى وزير الإعلام السوري محسن بلال أن اغتيال الجميل موجّه ضد سوريا بالذات، واصفاً اتهام بلاده بالجريمة بأنه «فارغ»، فيما لمّحت الصحف السورية إلى إمكان وقوف جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» وراء الجريمة لمنع التحرك الشعبي وانقاذ الحكومة اللبنانية «الساقطة». وأشار في تصريح أوردته صحيفة «الوطن» السورية المستقلة إلى أن اتهام سوريا «فارغ» ويعبّر عن «أقاويل مزمنة (...) ومن يتهم سوريا يتستر على أعداء لبنان وسوريا».
وخصصت الصحف السورية الرسمية الثلاث تعليقاتها وافتتاحياتها لحادثة الاغتيال، وأجمعت على أن الهدف منها عرقلة نزول قوى المعارضة إلى الشارع لإسقاط الحكومة.
وحذّرت الصحف الأردنية من «سقوط لبنان في أتون الفتنة والصراعات الأهلية»، وربط بعضها بين توقيت الاغتيال وإقرار مجلس الأمن لمشروع المحكمة الدولية. فيما اتهمت صحيفة «الثورة» اليمنية الحكومية إسرائيل بالإعداد للجريمة وتنفيذها، «بعدما منيت بالفشل الذريع في تحقيق أهدافها من الحرب على لبنان».
الى ذلك، من المقرر أن تشارك في تشييع الجميل اليوم وفود عربية وأجنبية أبرزها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وزير العدل القطري حسن بن عبد الله الغانم يرافقه الشيخ جبر بن يوسف بن جاسم آل ثاني مدير مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ونائب وزير الخارجية الايطالي هوغو إنكيني.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)