ابراهيم عوض
أثار الحادث الذي وقع أمام منزل الرئيس سليم الحص ليل أول من أمس موجة استنكار واسعة حيث زاره عدد كبير من القادة والشخصيات السياسية والحزبية ووفود شعبية، كما تلقّى سلسلة اتصالات مستنكرة أبرزها من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي أبلغ الحص استياءه مما حصل مؤكداً متابعة الموضوع وإجراء التحقيقات في شأنه ومعاقبة الفاعلين.
وكانت مجموعة من الشبان في عداد تظاهرة سيارة تجول شوارع بيروت ليل أول من أمس رافعة أعلاماً لـ«حزب الكتائب» و«تيار المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» وصوراً للرئيس رفيق الحريري ونجله النائب سعد الحريري، توقفت أمام منزل الحص في عائشة بكار وانهالت عليه بالسباب والشتائم.
وتحدث الحص أمام وفد من «المؤتمر الشعبي اللبناني» ولجنة «متابعة مؤتمر بيروت» برئاسة كمال شاتيلا زاره أمس فقال«لن أتوقف طويلاً عند ما حصل لأنه الشذوذ وليس القاعدة. بيروت ليست هذه التي نعرفها، ولن تكون هذه بيروت التي عهدناها، بيروت كانت تعرف بأنها شارع عبد الناصر ومعقل الوطنية والقومية، ولن تتخلى عن هذه السمات وهذا الدور، ويوم تتخلى عن هذا الدور تتخلى عن نفسها».
وتابع قائلاً: «إن الذي توجه الي بهذه الكلمات النابية لا هدف له سوى الإساءة وتجريح كرامتي، ولن أتوقف عندها كثيراً لأنها تصدر عن أُجراء مطلوب منهم أن يفعلوا ذلك».
أما شاتيلا فرأى في كلمة ألقاها في منزل الحص أن بيروت «كبيرة بالرئيس الحص وبأمثاله» معتبراً أن «من يسيء إلى الرئيس الحص يسيء إلى بيروت».
وزار الحص الوزير السابق بشارة مرهج مع وفد من تجمع اللجان والروابط الشعبية للإعراب عن تضامنهم معه وقال مرهج بعد الزيارة إن «من يسيء إلى الرئيس الحص إنما يسيء الى نفسه» واصفاً الاخير بـ«القيمة الوطنية والأخلاقية التي كلما تعرض أحد لها تحلّق اللبنانيون حولها».
وقال الحص لـ«الأخبار» إنه عازم على تجاوز ما تعرض له رغم الجرح الذي أصيب به، لافتاً الى أن المسؤول الوحيد في الدولة الذي اتصل به هو الرئيس السنيورة، فيما لم يتلق أي اتصال من جماعة «المستقبل» أو «الكتائب».
وعما يقوله للذين وجهوا اليه «الكلمات المسيئة» أجاب: «أتمنى أن يطرقوا باب منزلي ويحدثوني عن شؤونهم وشجونهم ويُفصحوا عما لديهم من مآخذ علي. بكلمة واحدة أنا أدعوهم الى الحوار».
ومن بين الذين اتصلوا بالحص مستنكرين وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان والوزيران السابقان عبد الرحيم مراد وعصام نعمان والنائبان أسامة سعد وأمين شري، ورئيس تجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشّور والوزير السابق ميشال ساسين.
واستنكر «حزب الله» الاساءة التي تعرض لها الرئيس الحص على يد مجموعة من المشاغبين، ودعا في بيان «جميع الاطراف وخصوصاً تيارات السلطة الممسكة بزمام الحكم، الى العمل على ضبط تصرفات انصارها ووقف مسلسل اعمال الشغب والاساءة». اضاف: «ان الخلاف السياسي مع اي طرف لا يمكن ان يبرر الاعتداء المعنوي او غير المعنوي، وهو امر عندما يحصل انما يدل على ضعف اصحابه وضيق صدورهم بالاختلاف الطبيعي». وأعرب «حزب الله» عن تضامنه مع الحص، مؤكداً «ان هذه الاعمال إنما تسيء الى اصحابها قبل ان تنال من شخصيات عرفت بحكمتها كدولة الرئيس سليم الحص الذي يعتبر ضمير الوطن ورمز القيم والالتزام والوطنية».