strong>فداء عيتاني
طالب احد قياديي القطاع الطلابي في «الجماعة الاسلامية» احد سياسيي 14 آذار بعقد لقاء تنسيقي في مدى زمني متوسط بعيد تشييع الوزير الشهيد بيار الجميل، وأبلغه الاخير الموافقة على طلبه هاتفياً. الا أن لقاءً ضيق النطاق لطلاب 14 آذار عقد بعد انفضاض مراسم التشييع، الخميس الماضي، ضم اربع قوى لم تكن «الجماعة» ضمنها، وقد لا تكون على علم بانعقاده، بسبب حرص «قوى 14 آذار» على عدم ابلاغها.
في المقابل ثمة من يسأل من قياديي تيار «المستقبل» عن الحاجة التي تستدعي وجود «الجماعة» الى جانبهم، وهي «تنسحب حين يتأزم النقاش السياسي، وتحضر حين يكبر الحشد والجمهور». فيما رأت \ اصوات داخل «الجماعة» في اجتماع صاخب ومغلق ان «14 آذار تتقرب منا حين الحاجة وتبعدنا حين الحصاد».
«حزب الله» من ناحيته يعتبر أن «الجماعة» محرجة بعض الشيء، ويروي ان أمينها العام الشيخ فيصل المولوي عقد لقاء مع قياديين من الحزب، وطرح امامهم مبادرة للنقاش. وأن وفد «الجماعة» برئاسة مولوي حذر من استخدام الشارع، مبدياً قلقه من نزول المعارضة الى الارض، معلناً عن مجموعة من المخاوف، يصفها مصدر «الحزب» بأنها «مشابهة لتهويلات «=قوى 14 آذار».
وتتلخص مبادرة «الجماعة» بموافقة «حزب الله» على المحكمة الدولية، وهو الامر الذي سارع «الحزب» الى القول بأنه موافق عليه من حيث المبدأ، وإعطاء المعارضة الثلث من دون امكان التعطيل، وتسمية أحد الوزراء السابقين رئيساً توافقياً، على قاعدة علاقاته الطيبة بسوريا وبالاطراف الاكثرية في لبنان.
فردّ «حزب الله»، بحسب المصدر: «يبدو أن الجماعة تسير خطوة الى الامام وخطوة الى الوراء، وما تطرحونه لا يقدم ولا يؤخر، وهو سياق المبادرة السعودية». ويضيف المصدر أن الحزب اعتبر أن هذه المبادرة تأتي ضمن ما هو مبرمج من مبادرات مطروحة من الجهة نفسها، وإن كانت «الجماعة» غير معنية بالبرمجة، ورغم تأكيدها أنها لم تنسّق سلفاً مع اي طرف قبل طرحها مبادرتها.
ويضيف المصدر أن «الجماعة» تبدو حاسمة خيارها في الملف الداخلي، وهي تقف الى جانب «فريق 14 آذار»، وقد حشدوا مناصريهم من منطقة اقليم الخروب يوم الخميس للمشاركة في تشييع بيار الجميل، مضيفاً أن من المعيب أن يقف رجل كحسين حمادة خلف الخطباء بهذا الشكل. أما حمادة فقال لـ «الاخبار» إن ما جرى لم يكن مقصوداً، لا من ناحية الظهور ولا من ناحية الصعود الى المنبر.
عضو قيادة «حزب الله» والمتابع عن قرب للملف الاسلامي، عبد المجيد عمار، يقول إن «حزب الله يتفهم وضع «الجماعة»، وإن كانوا قد خطوا خطوة غير مدروسة، ونحن مع مشاركتهم في التشييع في اطار حدود العزاء، رغم كل المآخذ على تسييس التشييع، ونسأل «الجماعة» هل تقديمهم بهذا الشكل مفيد لهم، بخاصة أن خطاب هذا الفريق كما يعلم الجميع هو بوق اميركي».
نائب الامين العام لـ«الجماعة» إبراهيم المصري، يؤكد بثقة عدم تأثرها «بما يقوله هذا الطرف او ذاك، موقفنا متوازن، ونحن ننحاز الى الحق لدى هذا الطرف او ذاك، فمشاركتنا في تشييع الجميل واجبة، كما نعتبر أن مساندة المقاومة واجب».
ويوضح المصري أن «الجماعة» لم تطلب إلقاء كلمة، «بل طلب الينا بعض اركان 14 آذار إلقاءها فجأة، وتمنعنا في البداية، وفي النهاية نزلنا عند اصرارهم، والكلام عن انحيازنا الى جانب خط 14 آذار غير صحيح». ويرى المصري أن التمترس خلف المواقف لا يوصل الى نتيجة، مضيفاً «لا نمانع في أن نصبح بمفردنا اذا ما رفض كل طرف مواقفنا».