حسن عليق
كانوا يشبهون مشجعي كرة السلة. كلّ في «مدرجه». يصرخون إذا ارتفعت الصورة، ويهتفون متى انخفضت. يكيل مناصرو القوات والكتائب الشتائم للنائب ميشال عون. ملعبهم كان ساحة ساسين في الأشرفية. وتوقيت «المباراة» ليل أول من أمس، بعدما تجمّع مناصري التيار الوطني الحر لإعادة رفع صورة للنائب عون، كانت قد أنزلت بعد اغتيال الوزير بيار الجميل. تجمهر مناصري القوات والكتائب مستنكرين. استقدم الطرفان تعزيزات ترافقت مع مثيلتها من الجيش وقوى الأمن الداخلي. فاق عدد «القواتيين» المئة، أما من التيار فلم يزيدوا على خمسين، فيما وصل عدد أفراد القوى الأمنية ضعف الطرفين. يرتفع التوتر والحماس كلما عُلّق حبل يحمل الصورة. تزداد الشتائم «كمّاً ونوعاً»، ويهتف محتج: «بدنا سلاح بس». يرد مناصرو التيار بالتصفيق، وعندما يحاول أحدهم الرد على السباب بمثله، يمنعه رفاقه من ذلك.
بدأ الإشكال منذ بعد ظهر اليوم السابق، عندما بدأ «العونيون برفع صور زعيمهم في مناطق ليسوا منها، مثل الجميزة، وقاموا بتمزيق صور الشيخ بيار». في المقابل، أكد مناصرو التيار حقهم في رفع الصور نافين تمزيق صور للشهيد الجميل.
شتائم لسوريا ونصر الله وفرنجية، وأغانٍ حزبية، لا تخلو من كلام نابٍ. يتخلل المشهد رمي زجاجات على العونيين. استمرت الحال على هذا المنوال. ارتفعت الصورة وثُبّتت. «بكرا الهوا بيشيلا» يعلق أحد القواتيين. يتدخل فوج المغاوير في الجيش بعدد كبير من العناصر وبخمس آليات مدرعة، وعدد آخر من المركبات الصغيرة. يبدأ عقد المحتجين بالانفراط، وكان العونيون قد بدأوا بالمغادرة قبل ذلك بقليل. انتهى الاحتجاج، وتفرقت الجموع، لكن الجميع يتوعدون: غداً يوم آخر.