استغرب رئيس الجمهورية إميل لحود «استمرار عدد من المسؤولين والسياسيين في تعمّد تحريف الوقائع» في ما يتعلق بموقفه من المحكمة الدولية، «بقصد الايحاء بأن الرئيس لحود ضد قيام المحكمة».ونقل زوار لحود عنه أمس تأكيده «أن تأييده انشاء المحكمة الدولية لا نقاش فيه لأنه ثابت وغير قابل للتغيير، لكن ما شكا منه كان تغييبه عن الاتصالات التي اجريت لإعداد نظام المحكمة، وتعمّد وزير العدل حجب المعلومات عن تطور الاتصالات مع الجانب الدولي، وعدم تسليمه المسودة الاولى للصيغة المقترحة حتى تاريخه». وقال: «لو تجاوب معي رئيس الحكومة في اعطاء مهلة قصيرة لا تتعدى بضعة ايام، لاستكمال درس الصيغة التي وردت من نيويورك، ولو قبل تأجيل جلسة مجلس الوزراء ثلاثة أيام (...) لما وصلنا الى ما نحن عليه من واقع مأزوم».
وفي حديث الى محطة «بي بي سي» البريطانية أكد لحود أن الطريقة الفضلى لمعالجة الوضع «هي بسحب فتيل النزاعات من الشارع وتأليف حكومة وحدة وطنية». ورأى أن الحكومة «ما عادت موجودة لكي تسقط». وسأل: «لمَ يستعجلون رحيلي؟ ببساطة ليحققوا اهدافهم الاستراتيجية من توطين الفلسطينيين الى نزع سلاح حزب الله وإعادة عقارب الساعة الى سياسة البيع والشراء».
وعما اذا كان الوقت مناسباً لتهديد حزب الله بالنزول الى الشارع في تظاهرات مفاجئة وعصيان مدني، وهو ما قد يؤدي الى استنفار الطرف الآخر، قال لحود: «لا، فهم قد حاربوا اسرائيل وانتصروا، لكنهم لا ينوون أبداً محاربة اللبنانيين، فإن نزلوا الى الشارع سيكون الامر سلمياً على غرار كل التظاهرات التي حدثت في السابق، وفي الوقت عينه يستطيع موظفو الدوائر الحكومية ألّا يمتثلوا لأوامر هذه الحكومة غير الشرعية كما حصل في عهد غاندي خلال الاحتلال البريطاني».
وتوجه لحود بنداء الى «العالم بأسره» أن «دعوا اللبنانيين وشأنهم لتروا كيف يتوصلون الى توافق». وسأل: «هل تصبّ رغبة فرنسا والولايات المتحدة وبلدان عدة في بقاء الحكومة في مصلحة لبنان؟ لو ارادت هذه البلدان مصلحة لبنان حقاً، لتركت اللبنانيين يديرون شؤونهم بأنفسهم. الولايات المتحدة لن تفضل لبنان على اسرائيل، والرئيس (جاك) شيراك هل يعطي الافضلية لمصلحة اللبنانيين على حساب العلاقات التي تربطه بآل الحريري؟».
واستقبل لحود الوزير السابق ناجي البستاني والامين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي الوزير السابق فايز شكر والنائبين السابقين انطوان حداد وناصر قنديل، واتصل بالنائب السابق تمام سلام مستنكراً التعرض لضريح الرئيس الراحل صائب سلام.
(وطنية)