كامل جابر
بيليغريني: الجيش جاهز لتوفير الأمن و“اليونيفيل” للمساعدة والدعم

انكفأت قوات الاحتلال التي دخلت العديد من المناطق الجنوبية الحدودية خلال العدوان الأخير. وانسحبت إلى خلف الشريط الشائك الفاصل بين الحدود اللبنانية والإسرائيلية. لكنّها أبقت سيطرتها على العديد من النقاط المتنازع عليها منذ ترسيم الخط الأزرق بعد أيار عام 2000، وكذلك بلدة الغجر، التي أعاد الاحتلال الإسرائيلي سيطرته الكاملة عليها، خلال العدوان الأخير.
انسحبت قوات الاحتلال ليل السبت وفجر الأحد من تل الحمامص المشرف على الوزاني والخيام، والعباد المشرف على حولا ومركبا ووادي هونين والعويضة (العديسة وكفركلا) وبليدا في منطقة مرجعيون. كما انسحبت من عيترون ورميش وعيتا الشعب ومارون الراس ورامية في قضاء بنت جبيل، وكذلك من موقع بلدة بلاط المحاذية لبلدة مروحين في قضاء صور، عبر طرق ترابية كانت معبراً لدخول الدبابات الإسرائيلية إلى هذه المناطق.
وأخلت قوات الاحتلال المواقع والبيوت التي استخدمتها، ثم أغلقت خلفها البوابات التي دخلت منها، بعدما مدت أمامها كميات من الأسلاك الشائكة أو حفرت خنادق في الأراضي اللبنانية تفصلها عن الأسلاك الشائكة الحدودية. وراحت بعد ذلك تراقب الأراضي اللبنانية التي انسحبت منها من خلف هذه البوابات أو من المواقع المحصنة المشرفة عليها. كما سيّرت دوريات مؤللة على طول الطريق الحدودية التي تقع خلفها المستوطنات الإسرائيلية، ولا سيما في المطلة ومسكاف عام والمنارة ومرغليوت. وشوهد أحد الجنود في العباد يرقص فوق ناقلة الجند احتفاءً بخروجه من لبنان، ثم رفع مع زميل له شارة النصر.
وفي بيان تلا عملية الانسحاب، قال قائد قوات اليونيفيل اللواء الان بيلّيغريني إن اليونيفيل ستقوم بعد التأكد من الانسحاب بالتفتيش على طول الخط الأزرق للتأكد من عدم وجود أي اختراقات أو انتهاكات من الجانب الإسرائيلي.
وأوضح أن "تقدما بارزاً حصل اليوم تمثل بانسحاب قوات الدفاع الإسرائيلية من الجنوب ما عدا المنطقة المحيطة بقرية الغجر وأتوقع أن يغادروا هذه المنطقة في بحر الأسبوع التزاما بالقرار 1701".
أضاف إن "قوات الجيش اللبناني تستعد حالياً لتسلم زمام الأمور والانتشار في هذه المناطق ومن ضمنها الخط الأزرق".
ورأى أن "الجيش اللبناني بات بإمكانه الآن توفير الأمن والاستقرار لسكان الجنوب الذين عانوا كثيراً"، مؤكدا أن "اليونيفيل هنا موجودة للمساعدة والدعم في ضمان سيادة لبنان على كل أراضيه ".
وأفادت مصادر أمنية لبنانية أن القوات الإسرائيلية أجرت عملية تمويه لخطوة الانسحاب من خلال إطلاق قنابل دخانية، تحت غطاء من الطيران المروحي، لكنها احتفظت بحضورها في تلة العباد وفي آخر حدود سهل مرجعيون في القطاعين الأوسط والشرقي، بعدما كانت عزلت أول من أمس محيط بلدة الغجر وتمركزت قرب الوزاني وبمحاذاة العباسية القريب من الحدود الدولية بين لبنان وإسرائيل وسوريا. وقالت هذه المصادر إن الأماكن التي لا تزال إسرائيل تحتلها هي بطول 2.5 كيلومتر وعمق 1.5 داخل الأراضي اللبنانية.
وفي أعقاب الانسحاب، سجل انتشار كثيف لقوات الوحدة الاسبانية العاملة في إطار «اليونيفيل» على الطرقات العامة في بلدات برج الملوك وكفركلا والعديسة ومركبا وحولا وميس الجبل وبليدا وعيترون قرب بنت جبيل. وأقامت القوة الإسبانية نقاطاً على الطرقات العامة وسيرت عليها دوريات مؤللة، فيما حلقت مروحية تابعة للقوات الدولية فوق الخط الازرق، الممتد من الناقورة، مروراً ببنت جبيل وصولاً إلى مرتفعات شبعا وكفرشوبا. ولم يُصَر إلى فتح الطرقات التي أغلقتها قوات الاحتلال قرب الحدود، فيما حذرت مصادر أمنية المواطنين من التوجه إلى المواقع التي أخلاها الإسرائيليون، خشية وجود فخاخ أو قنابل عنقودية في المناطق التي تحوطها.
ونفّذ الجيش اللبناني انتشاراً في عدد من المناطق التي أخلاها الإسرائيليون في القطاع الشرقي، حيث نشر اللواء العاشر دوريات ونقاط تفتيش في هذا القطاع. وأعلنت قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه أنّ عناصر الجيش اللبناني سيبدأون بالانتشار في قرى كفركلا، مروحين، مارون الراس والعديسة عند الثامنة من صباح اليوم، على أن يتم رفع العلم اللبناني للمرّة الأولى في منطقة اللبونة في حضور قائد الجيش العماد ميشال سليمان.