فداء عيتاني
مولوي: تخفيف التوتر السياسي وتحويل الدولة إلى دولة مقاومة

أصرّت الجماعة الإسلامية على إثبات تمايزها في لقائها الأول أمس مع لجنة متابعة قوى 14 آذار، حيث أعلن خلال الاجتماع الأمين العام للجماعة الشيخ فيصل مولوي التزام من يمثل بالقاعدتين الشرعية والعقائدية وبمصلحة لبنان، بينما اقترب وفد 14 آذار خطوة من مضيفيه ليعلن أنه لا خلاف معهم في مسألة المقاومة وعروبة لبنان.
وقد ضم وفد اللجنة النواب: وائل أبو فاعور، عاطف مجدلاني، وليد عيدو وأنطوان حداد، وعضو الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” إدي أبي اللمع، حيث التقى بالشيخ مولوي بحضور أعضاء المكتب السياسي للجماعة الدكتور عماد الحوت وحسين حمادة وعمر المصري. ونقل الوفد رغبة جميع مكونات “14 آذار” بتأسيس علاقة إيجابية مع الجماعة، بحيث تشاركها في معظم الخيارات السياسية مع احترامها للمنطلقات الفكرية للجماعة، بناء على ثوابت ثلاث: سيادة لبنان واستقلالية قراره، ورفض التدخل الخارجي، والحفاظ على العمق العربي للبنان ودوره في الصراع العربي الإسرائيلي.
وأكد مولوي للوفد القضية المبدئية التي تحكم سلوك الجماعة السياسي، وهو المنطق العقائدي والأحكام الشرعية، مشيراً إلى أن قناعة الجماعة بالعيش المشترك في لبنان هي قضية عقائدية أساسية، والمنطلق الثاني هو مصلحة البلد.
وعرض مولوي أوجه الخلاف بين الأطراف السياسية وهي: العلاقة مع سوريا، والمقاومة، فرأى أنه “ليس للبنانيين من خيار سوى توفير علاقات طيبة مع سوريا، وهذا لا يعارض رفضنا للتدخل في الشؤون اللبنانية”، داعياً إلى تخفيف الحدة في الصراع السياسي. وأضاف أن المقاومة ثابت أساسي من ثوابت الجماعة لا يمكنها التخلي عنه، و “المقاومة أدت دوراً هاماً في طرد المحتل الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن المعاهدات الدولية لا ترد الحقوق، بل هي تحمي الاحتلال، كما وقع في الجولان وفلسطين. لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن بقاء المقاومة بصيغتها نفسها بعد تحرير لبنان والخروج السوري أدى إلى اختلال في التوازن الطائفي، داعياً إلى إيجاد صيغة تحفظ حق لبنان في المقاومة، وأن تتحول الدولة إلى دولة مقاومة.
وتحدث النائب أبو فاعور بعد اللقاء، فأشار إلى أن “قوى 14 آذار تعتبر الجماعة الإسلامية مكوناً أساسياً في انتفاضة الاستقلال والخيار السيادي للبنان وكانت لها مساهمات كبيرة أدت إلى استعادة القسم الأكبر من السيادة والاستقلال اللبناني”.ووصف “العلاقات بين قوى 14 آذار ولا سيما بين تيار المستقبل والحزب التقدمي من جهة، والجماعة الإسلامية من جهة أخرى ، بالمتينة والوثيقة”. وقال: “إن قوى 14 آذار والجماعة الإسلامية متفقة على عدد من الثوابت المشتركة كسيادة لبنان واستقلاله عن أي هيمنة خارجية، وخصوصاً هيمنة النظام السوري التي مورست سابقاً، إلى جانب ثابتة النظام الديموقراطي والتنوع واحترام الديموقراطية الداخلية التي يمثلها اتفاق الطائف الذي هو المرجعية الأساسية في العلاقات اللبنانية”. وأضاف: “إن استقلال لبنان لا يعني إخراجه من عروبته، كما أن عروبة لبنان لا تعني وضع اليد عليه من أي نظام عربي كالنظام السوري”، مشيراً إلى أن “لبنان شريك في الصراع العربي الإسرائيلي”.
بدوره، أشار عضو المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت إلى أن “هذا اللقاء ليس الأول، بل سبقته لقاءات شعبية وجماهيرية في الشارع مع قوى 14 آذار”. وقال: “إن هذه الزيارة تأتي في إطار نقاط الالتقاء المتعددة مع قوى 14 آذار والدور الذي تسعى الجماعة إلى القيام به في الجمع بين فرقاء الوطن تأكيداً للحوار ولحفظ لبنان واستقلاله في إطاره الداخلي”.
ورداً على سؤال عن إمكان التحالف السياسي بين قوى 14 آذار والجماعة الإسلامية، قال النائب أبو فاعور: “ليس هناك بيننا من يريد أن يورط الآخر بخيار معين، لكن هناك آلية تنسيق وعلاقة ثنائية راسخة نرغب بتطويرها وهذه العلاقة كافية”.
ورداً على سؤال آخر قال: “تم نقاش موضوع سلاح المقاومة بشكل مطول وإن وجهات النظر كانت أكثر من متقاربة”.وأضاف: “تم خلال اللقاء مناقشة الحملات الجائرة التي تتعرض لها الحكومة”. بدوره، أكد الحوت أن “الحكومة قائمة بشرعية المجلس النيابي، وديموقراطياً هذه هي الآلية الوحيدة للتعامل مع هذا الموضوع”. وأشار إلى أن “هناك ثلاثة أركان أدت إلى الانتصار: المقاومة والشعب اللبناني وجهود الحكومة اللبنانية والمجلس النيابي.
وشدد الحوت على أنه “لا يوجد خلاف مع قوى 14 آذار على ضرورة وجود صيغة توازن رعب مع إسرائيل، وهذا لا يمكن أن يحصل إلا من خلال حوار لإيجاد صيغة المقاومة”، داعياً إلى “تبريد حدة المواقف من هذا الموضوع”.