افتتح مساء أول من أمس مؤتمر «تقاليد الرحلة: منظورات مقارنة في أدب الشرق الأدنى» الذي ينظّمه برنامج أنيس المقدسي للآداب في الجامعة الأميركية في بيروت، في قاعة سهيل بطحيش في مبنى وست هول. وقد تكلم أولاً مدير البرنامج البروفسور ماهر جرار، فعرّف بالمؤتمر وبمحاضراته.بعد ذلك تكلّم وكيل الشؤون الأكاديمية البروفسور بيتر هيث، فألقى المحاضرة الرئيسية في المؤتمر وكانت بعنوان: «التأسيس النقدي وما بعد التطبيقات النقدية: النسب، المجاز والقياس كمبادئ لتنظيم الدراسات الأدبيةافتتح هيث بالحديث عن تجربته الشخصية، حين بدأ دراسات عليا في أدب ما قبل الحداثة العربي، مع دراسة ثانوية في الأدب الفارسي والأدب التركي، في جامعة هارفارد في مطلع السبعينيات من القرن الماضي. وقال إن تلك الفترة شهدت انتشار نظريات جديدة في الاكاديميا الاميركية تركز على القواعد الألسنية. وقال إن هذه القواعد التي تعتمد الهيكلة لم تعمّر طويلاً، وبدأت تترنح في عام 1977 مع كتاب ادوارد سعيد عن الاستشراق.
وقال إن ثمانينيات القرن العشرين شهدت سيطرة مدرسة ما بعد الحداثة على النظرية الأدبية. وقد شهدت تلك الفترة ازدهار النظرية الانثوية وبروز الآداب الفئوية التي تختص بعرق او جماعة او حتى بتوجّه جنسي معيّن، مثل الأدب الأفرو ــ أميركي والأدب الآسيوي ــ الاميركي والأدب العربي ــ الاميركي وأدب المثليين والسحاقيات. وقال الدكتور هيث إن كتابات اداورد سعيد ساهمت في تكوين نظرية جديدة هي نظرية ما بعد الاستعمارية. وقد انطلقت ايضاً من كتابات فانون ونيتشه. وقال أيضاً إن اهم هذه النظريات أثّر بوضوح في الادبيين العرب الذين لم يتدربوا في الغرب مباشرة، كما يظهر في قراءة مجلات ومنها «الفصول».
من جهة ثانية، قدمت أمس الدكتورة رضوى عاشور، من جامعة عين شمس في القاهرة، محاضرة بعنوان: «احتمالات جديدة لإعادة النظر في مغامرات الفارياق لأحمد فارس الشدياق».
أمّا غداً، الأربعاء 4 تشرين الأول، فستقام جلسة عند العاشرة صباحاً لقراءة من «رأيت رام الله» لمريد البرغوثي. وفي اليوم نفسه، عند الثامنة والنصف مساءً، سيعرض فيلم «عن بغداد» ثم يناقش مع سنان أنطون.
ويستمرّ المؤتمر حتّى 12 الشهر الجاري.