strong> لقاءان سابقان مهدا وآلية للمتابعة والتفعيل أقرتأكدت أوساط قريبة من العماد ميشال عون ان لا علاقة اطلاقاً للقاء الذي جمعه الى عدد من الاساقفة الموارنة مساء الاثنين الماضي، بأي تطور سياسي راهن، ولا خصوصاً بالموقف الصادر امس عن مجلس المطارنة الملتئم في بكركي. وشددت على ان اللقاء المذكور لم يكن «عشاء سرياً”، ولا فرضه اي حدث طارئ. لا بل كان مقررا منذ أسبوعين، وهو حلقة في سلسلة التشاور والتنسيق الدائمين بين بكركي والرابية.
وكشفت الاوساط نفسها ان هذا النهج من التعاون البنّاء بين المرجعيتين، كان قد كرسه عون نفسه منذ عودته الى لبنان في 7 أيار 2005، حين حرص على الوقوف الى جانب الصرح ساعة تخلى عنه كثيرون. مذكرة في هذا السياق بأن الجنرال كان الزعيم الوحيد الذي زار بكركي يوم 12 أيار من ذلك العام، غداة اعلان مجلس المطارنة بيانه الاستثنائي الرافض «مؤامرة قانون الانتخابات». وهو أداء حرص الجنرال على تكريسه والمثابرة عليه، وصارت مسؤوليات الطرفين فيه أكبر بعد تأكيد صاحب الغبطة انه «بات لكل طائفة زعيمها»، في اشارة الى موقع عون بين المسيحيين، عقب انتخابات جبل لبنان في 12 حزيران 2005.
وأضافت الاوساط نفسها ان الاجتماعات الدورية بين البطريرك والجنرال ادت الى قيام نوع من آلية المتابعة، بدأت نواتها الاولى في نيسان الماضي، عندما اجتمع عون براعي أبرشية انطلياس المارونية المطران يوسف بشارة، في منزل النائب فريد الخازن، وفي حضور عدد من اعضاء «لقاء قرنة شهوان» السابق، من المعارضين للسلطة القائمة، والملتزمين خط بكركي.
ثم أدت بعض الظروف العملية، بينها رحلة البطريرك الى اميركا والحرب الاخيرة، الى تأجيل خطوات المتابعة لآلية التعاون هذه. لكنها استؤنفت قبل أسابيع بلقاء ثانٍ جمع عون الى النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة، في منزل النائب الخازن ايضاً، وفي حضور عدد من المعنيين بهذا «الملف» من الطرفين.
وتكشف هذه الاوساط ان رغبة متبادلة، ظهرت لدى الجميع بضرورة تفعيل هذا التنسيق وتوسيعه، وهو ما نقل الى صاحب الغبطة شخصياً، لاخذ بركته ورعايته للخطوة التي حصلت الاثنين الفائت. وأضافت ان العشاء الذي ضم عدداً كبيراً من الاساقفة (8 أساقفة)، اضافة الى الجنرال والنائبين الخازن وابراهيم كنعان ومسؤولين آخرين، كان مفيداً جداً لجهة التوافق حول القضايا المسيحية والوطنية العالقة، كما حول الاولويات المطلوب مقاربتها.
وشددت الاوساط نفسها على ان اصحاب السيادة حرصوا عبر هذه الخطوة، كما اثناء اللقاء، على تأكيد موقع الصرح الراعي جميع القوى المسيحية، وغير القابل لأي استقطاب او اصطفاف، ضماناً لرسالته في الجمع والتقريب والتوحيد.
وأعطى هؤلاء مثالا على ذلك، كاشفين أن “القوات اللبنانية” كانت قد طلبت من سيد بكركي اقامة مهرجانها في 24 أيلول الماضي، برعايته التي كان قد اعتبرها مفيدة أثناء أسر رئيسها سمير جعجع، وانما طلبت أيضا أن يكون المهرجان في بكركي نفسها. الأمر الذي أسقط، نظرا الى حرص الصرح على موقعه المتساوي من الجميع. وختمت الأوساط بالتأكيد ان آلية التعاون التي أقرت مساء الاثنين ستستمر وتتفعل وتتوسع، وان تصوراً واضحاً لذلك تم التوافق عليه بين المعنيين.
(الأخبار)


بيان المطارنة
رأى مجلس المطارنة الموارنة “أن الجدل القائم حول استبدال الحكومة القائمة بحكومة وحدة وطنية يجب الا تكون وراءه مقاصد خفيّة يراد منها تفشيل تأليف محكمة دولية للنظر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري والاغتيالات التي تبعته وألّا يكون ذلك لرغبة جهات دولية وفئوية”.
وانتقد المجلس في بيان إثر اجتماعه الشهري في بكركي امس برئاسة البطريرك نصر الله بطرس صفير “الانتقادات الظاهرة والمبطنة التي تطلق في ما يقام من مهرجانات”، معتبراً أن هذه الانتقادات “لا تدلّ على مناخ مواتٍ لبناء وطن جديد بعد المحنة القاسية التي حلّت به وأوقعت فيه ما أوقعت من ضحايا وخسائر باهظة”.
وقال “إن المحنة التي حلّت بلبنان اتخذت من أرضه ساحة حرب لها امتدادات إقليمية ودولية” متمنياً أن “تحملنا على اعادة بناء بلدنا على قواعد ثابتة تمكّنه من الثبات في وجه العواصف والزلازل”.