strong>دعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة «من يريد فتح ملفات إلى فتح الملف الذي يريد». وأكّد أن علاقته مع «حزب الله» ليست متشنجة، ملمحاً إلى اتصالات مع قيادة الحزب. ورأى أن القرار 1701 واضح وليس هناك من أمر مخفي على الإطلاقعقد الرئيس السنيورة مؤتمراً صحافياً في السرايا الحكومية امس، في حضور وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض، اعلن فيه عن آلية دفع المساعدات عن الاضرار اللاحقة بالوحدات السكنية وغير السكنية في كل المناطق ما عدا الضاحية الجنوبية جرّاء العدوان، موضحاً أن موضوع الضاحية تعالجه لجنة خاصة مكونة من كل الاطراف، مشيراً الى «ان هذه اللجنة تعمل وفقاً لاجتماعات دورية ومنتظمة تناولت فيها الأمر من كل الوجوه القانونية والتنظيمية والهندسية، وقد حققت تقدماً ملموساً في عملها لجهة إنجاز التصور شبه نهائي المطلوب للتعاطي مع اعادة إعمار الضاحية» معلناً «أن التوجّه الحالي بالنسبة إلى هذا الموضوع هو أن يترك مجال إعادة الإعمار للمالكين وأصحاب الحقوق انفسهم في الضاحية بعد تحديد قيمة المساعدات ووضع الآلية اللازمة لذلك، على أن تتولى الدولة اعادة بناء البنى التحتية مع ادخال تعديلات موضعية بهدف معالجة بعض الاختلالات، ومنها اختناق حركة السير وغياب مواقف السيارات والحدائق، اضافة الى النقص في المدارس الحكومية في المنطقة».وأوضح أنه سيعلَن مطلع الأسبوع المقبل عن المساعدات للوحدات السكنية المتضررة.
وعدّد السنيورة ما فعلته الحكومة خلال العدوان وبعده، وأشار الى «أن ما دمّره العدو الاسرائيلي ليس من السهل إعادة إعماره، بل إن الامر يتطلب جهوداً مضنية وحثيثة، وسيأخذ وقتاً ليس بالقصير لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه» مؤكداً أن «عزيمتنا لن تتراجع وهمّتنا لن تبرد، وما نطلبه هو تفهّم المواطنين لصعوبة الامر». وقال: «لقد دمّرت اسرائيل في عدوانها 92 جسراً في كل الأراضي اللبنانية، وقد جرى التبرع وتبنّي إعادة بناء 68 جسراً من مؤسسات وشخصيات لبنانية مشكورة. لكن يبقى 24 جسراً بحاجة الى من يتقدم لتبنّي إعادة إعمارها، وقد انطلقت الأعمال المختلفة في كل الاتجاهات في الجسور التي تمّ تبنّيها».
كما لفت إلى أن «العدو الاسرائيلي ألقى مليون قنبلة عنقودية في أرجاء قرى الجنوب، ما عدا التي كانت مزروعة اصلاً، والتي تتطلب إزالتها عملاً مضنياً وكبيراً»، ونقل عن قائد القوات الدولية في الجنوب الجنرال آلان بيلّيغريني أنهم ينزعون يومياً 800 قنبلة عنقودية.
ورأى «أن استخلاص الدروس والعبر يكون اولاً بالعمل على عدم تكرار، أو السماح بتكرار، ما حصل». وأقرّ بوجود تقصير وثغر في اعمال الإغاثة وإعادة البناء، لكنه رأى أن هناك «بعض التجنّي من بعض المنتقدين». ولفت الى أن «لبنان تلقّى كميات كبيرة من المساعدات العينية من دول ومؤسسات، وكان نصيب الهيئة العليا للإغاثة منها ما نسبته عشرة بالمئة فقط. اما باقي المساعدات العينية فقد ذهبت الى مؤسسات وجمعيات اهلية، لكن في كل الاحوال فإن الهيئة العليا للإغاثة قد أعدّت تقريراً عن اعمالها وهي ستذيعه خلال الايام المقبلة وستوزعه على الرأي العام». وأعلن أنه سيطلب من ديوان المحاسبة أن ينظّم تقريراً عن اعمال الهيئة. وأوضح أنه «في ضوء هذه التجربة القاسية التي مررنا بها والصعوبات التي واجهناها، فإن تفكيرنا يتّجه إلى دراسة آلية جديدة تمكّن لبنان من مواجهة أية محنة مشابهة للإغاثة في المستقبل».
وعرض آلية تحديد ودفع المساعدات عن الأضرار اللاحقة بالوحدات السكنية وغير السكنية الواقعة خارج الضاحية الجنوبية، موضحاً أنه تمّ التوصل اليها بعد دراسات معمقة ومشاورات مع كل من مجلس الجنوب ووزارة المهجرين ووزارة الاسكان واستشاري الهيئة مؤسسة خطيب وعلمي، مشيراً «الى أن مجلس الجنوب سيتولّى تحديد وتوصيف وتسعير الاضرار في الجنوب والبقاع الغربي، ووزارة المهجرين في باقي المناطق، وبعد إتهاء وضع الكشوفات سيتم تحويلها الى الاستشاري للتدقيق فيها مجدداً على الارض قبل تحديد المبالغ النهائية وإعداد الشيكات».
وردّاً على سؤال، أكّد السنيورة أن «طلب تعزيز الجيش اللبناني ليس لمواجهة المقاومة، بل إن الجيش ذاهب إلى بلده ليكون إلى جانب أهله وذويه للدفاع عن ارض الوطن وليحمي لبنان من الاحتلال الإسرائيلي ومن أي اعتداء إسرائيلي، ولن يصطدم بأحد بل هو جيش جميع اللبنانيين».
وعن بيان «اليونيفل» قال السنيورة إن القرار 1701 واضح وليس هناك من أمر مخفي على الإطلاق، داعياً إلى الخروج من حالات التشكيك بعضنا في بعض.
وقال: «ان الأشخاص الذين حاربوا إسرائيل وناضلوا ودافعوا واستشهد عدد منهم، ننحني أمام بطولاتهم واستشهادهم، وهناك تقدير من كل اللبنانيين لما فعلوه. والجيش اللبناني ذاهب إلى هناك لا للتعامل مع هؤلاء الأشخاص على أنهم قطّاع طرق لأنهم ليسوا كذلك، فهم مناضلون وبالتالي سيتعامل معهم على أنهم مواطنون، لكن لدى الجيش تعليمات بمنع أي مظهر مسلح، وأي سلاح يكتشفه يصادره».
وأكّد أن «الجيش اللبناني سيبسط كل سلطته على كل الأراضي اللبنانية، ومع استرجاع منطقة مزارع شبعا نعود إلى اتفاق الهدنة، لكننا سنكون آخر بلد عربي يوقّع اتفاقية سلام مع إسرائيل، وحين يقرر جميع العرب أن يحاربوا إسرائيل فنحن في الطليعة». وأكد أن علاقته ليست متشنجة مع «حزب الله» ملمحاً إلى اتصالات مع قيادة الحزب.
وعن المطالبة بإسقاط الحكومة عدّد السنيورة ما فعلته وطلب إعادة قراءة اتفاق الطائف والدستور وكتب الديموقراطية. ورحّب بالهبة السورية لإعادة بناء ثلاث قرى وأعلن قبول الهبة الايرانية.
وردّاً على سؤال، دعا السنيورة إلى النظر إلى الأمام، وقال: «إن من يرد فتح ملفات فليفتح الملف الذي يريد، لكن ما يهمني هو أني لا أريد أن أضيّع وقتي بالنظر إلى الوراء باستثناء الاستفادة من الدروس». وأكّد أنه لم يتلقّ طلباً من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لزيارة لبنان.
واستقبل السنيورة النائب مصباح الأحدب وسفير مصر حسين ضرار والمدير العام للأبحاث الزراعية ميشال افرام، ثم الشيخ سعيد الخوري ووفداً من الرابطات والمجالس اللبنانية المسيحية.
كما استقبل السنيورة السفير الإيراني محمد رضا شيباني مع موفد الحكومة الإيرانية المهندس حسام خوشي نوي. وبعد اللقاء، قال شيباني: «قدمنا الى الرئيس السنيورة تقريراً عن آخر ما أنجزته الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إعادة بناء ما خلّفه العدوان الإسرائيلي في لبنان. وهذا الدعم يأتي في سياق الاتفاق الرسمي الذي تم بين إيران ولبنان ويتمحور في 4 مجالات»، مشيراً الى أن السنيورة «أبدى شكره وتقديره للجهود البناءة التي تقوم بها إيران في دعم لبنان».


القرى المتبنّاة
أعلن السنيورة أنه تم تبنّي إعادة إعمار عدد كبير من القرى المدمّرة التي تشكل كلفتها نحو 75 بالمئة من الكلفة الإجمالية للقرى المدمرة، وقد تم التوصل الى تصور أولي لتوزيع القرى على المتبرعين، وهي على الشكل الآتي:
ـ السعودية تبرعت بإعادة بناء 29 قرية وبلدة ومدينة هي: الطيبة، صريفا، بعلبك، النبطية، عيترون، كفرا، بيت ليف، كفرشوبا، قبريخا، بيت ياحون، مركبا، يحمر، تبنين، مروحين، صور، مرجعيون، الحوش، تولين، بليدا، كفور، دير ميماس، زبقين، عين ابل، حلبا، حجة، صربا، وزاني، حيصا، صيدا.
ـ الكويت 21 قرية وبلدة ومدينة هي: برعشيت، مجدل سلم، حاروف، حولا، منصوري، مجدل زون، كونين، جبال البطم، جميجمة، حداثا، جديدة مرجعيون، يارين، علما الشعب، حانين، طلوسة، زلوطية، رشاف، عين عرب، ام التوت، سجد، فرون.
ـ قطر 4 قرى وبلدات ومدن هي: بنت جبيل، الخيام، عيناتا، عيتا الشعب.
وأما باقي الدول التي تقدمت بالتبرع لبناء قرى وبلدات فهي: الإمارات العربية المتحدة: 18 قرية وبلدة ولم تحدد أسماءها.
المملكة الأردنية الهاشمية: 7 بلدات وقرى. مصر: 7 قرى وبلدات.
اسبانيا: 5 قرى. سوريا: 3 قرى. اليمن: قرية واحدة. البحرين: قرية واحدة.