فداء عيتاني
وحده التخوين يدفع مصدر في تيار “المستقبل” الى الانفعال: كفى! يرردها ثلاث مرات متتالية ويضيف:«كيف يمكن تخويننا؟ بعض الشارع الاسرائيلي تظاهر ضد الحرب ولم يتم تخوينه، وبحال انتقدنا نصبح خونة؟ وبحال كنا خونة وخياراتنا اميركية فكيف يريدون حكومة وحدة وطنية معنا. اضف الى اننا لا نتحمل وزر ما يقوله حلفاء لنا”. في اشارة الى مصباح الاحدب دون ان يسميه.
«ان من يسلح الشارع هو من يحرض على الصدام» يضيف المصدر وهو يشير الى عمليات تسليح ويتهم جهات محلية وسورية “القيام بها ويخص بها الشارع السني في بيروت والمناطق والتحريض يكون في الخطاب السياسي المتشنج من رأس الهرم وليس بين الناس، ثم ان هناك من يستفز المواطنين في منطقة طريق الجديدة منذ اشهر وهو ما يهدد بانفجار المشكلات الفردية هناك»، نافيا عن خطاب سعد الحريري في بداية شهر رمضان صفة التشنج، ومعتبرا انه «خطاب حازم ولكن منفتح ويدعو للانفتاح».
المصدر الذي يتابع تفاصيل الاحياء البيروتية بدقة كما تفاصيل الحياة السياسية يقول ان الدفع نحو الشارع لاسقاط الحكومة سيواجه بشارع اخر، «نحن لم ننزل الى الشارع لاسقاط رئيس الجمهورية لاننا سنواجه بشارع، وهذا التوازن يصح على الاخرين ايضا. ان الحكومة الحالية هي حكومة وحدة وطنية ولـ“حزب الله فيها حق الفيتو خاصة ان قراراتها تؤخذ بالتوافق وليس بالتصويت».
ولا يرى النائب الا ثلاثة اسباب لمطالبة المعارضة بتغيير الحكومة، وهي «منع انشاء المحكمة الدولية، وتعطيل تطبيق القرار 1701، واستحقاق رئاسة الجمهورية الذي تخشى المعارضة الوصول اليه بالمجلس النيابي الحالي لانه سينتخب رئيس مؤيد لتيار المستقبل».
ويقول المصدر ان التخوف من المحكمة الدولية غير مبرر، وللامم المتحدة ان تقرر انشاء محكمة دولية بالكامل وليس ذات طبيعة دولية كما هو مقرر الان، وهو ما لا يتطلب موافقة لبنان، وكلام رئيس البلاد حول رفض التوقيع على مرسوم انشاء المحكمة يضعه في خانة الشبهة، فما الذي يمنعه من التوقيع بحال كان خارج هذه الدائرة؟
اما الكلام على تدويل الوضع اللبناني فهو بدأ بالنسبة للمصدر نفسه مع التمديد لرئيس الجمهورية وطبعا ضد ارادة الاطراف اللبنانية، وهو تتابع بعد جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتفاقم مع الحرب الاسرائيلية على لبنان، ويؤكد المصدر ان الخلاف مع حزب الله ليس على حق المقاومة، وليس على امتلاكه للسلاح، ولا على الاسباب الموجبة لامتلاكه هذه الترسانة من الاسلحة، التي يعتبر المصدر انها “مبررة طالما نحن نتحدث عن مزارع شبعا والمعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية والاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على لبنان، الا ان اي اضافات على هذه الاسباب الموجبة مرفوضة، وتضع لبنان في دائرة اخرى من دوائر التدويل”.
ويتابع المصدر ان محاولة تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية تسير على قدم وساق، الا انها غير دستورية مذكرا بانتخاب الرئيسين رينيه معوض والياس الهرواي الذي تم بالاكثرية وليس بالثلثين، مضيفا ان وقوفنا عند هذا المنعطف «سيوصلنا الى بلاد لا رئيس فيها ولكن فيها حكومة الرئيس السنيورة، التي تتابع مهامها بحسب الدستور وصولا الى انتخاب رئيس جديد للبلاد» وهو امر لن يحزن تيار المستقبل في واقع الامر.
ويضيف المصدر ان الواقع الحالي وخاصة بعد الحرب الاخيرة على لبنان يفرض علينا النظر الى اساليب اعادة اعمار البلاد وانماء المناطق واستعادة الدور الاقتصادي، والوصول الى عقد مؤتمر “بيروت - 1” قبل نهاية العام، الذي يشكل عدم انعقاده كارثة على الوضع الاقتصادي والانمائي في لبنان.
ويختم المصدر كلامه ان الحل الوحيد الممكن بظل التأزم الحالي يكمن بعودة حزب الله الى هدوئه المعهود والعودة الى طاولة الحوار الوطني باي شكل متاح، وصولا الى مناخ توافقي عام.