بسّام القنطار
تعمل منظّمة «غرينبيس» بالتعاون مع فريق خبراء إيطالي متخصص في معالجة التلوث النفطي على دراسة التأثيرات البيئية للعدوان الإسرائيلي على لبنان، وذلك بالتنسيق مع وزارة البيئة. وقد عقدت «غرينبيس» أمس مؤتمراً صحافياً شارك فيه وزير البيئة لعرض خلاصات عملها هذا

عرضت منظمة “غرينبيس” أمس النتائج الأولية التي خلصت إليها في تقريرها الجديد حول التأثيرات البيئية للعدوان الإسرائيلي على لبنان. قدّمت النتائج الناطقة باسم المنظمة بسمة بدران خلال مؤتمر صحافي على متن سفينة “راينبو واريور” الراسية في مرفأ بيروت، وشارك فيه الخبير في مؤسسة ICRAM العاملة في إطار البعثة البيئية الإيطالية إلى لبنان لويجي الغارو، وحضر جانباً منه وزير البيئة يعقوب الصراف.
بداية، أشارت بدران الى ان الباخرة “راينبو واريور” بدأت عملها في لبنان، في المجال الإنساني خلال الحرب، عندما نقلت أدوية لمنظمة أطباء بلا حدود. ثم بدأت في 17 أيلول الماضي عملها في مجال البيئة، وكانت المنظمة قد تلقت دعوة من وزارة البيئة اللبنانية لتقديم المساعدة. وأكدت ان الأولوية كانت لمعالجة المشكلة النفطية، بعد تسرب آلاف أطنان النفط من خزانات الوقود في معمل الجية الحراري الى البحر. وأوضحت ان المنظمة تعمل بالتعاون مع فريق خبراء ايطالي متخصص في معالجة التلوث النفطي، وفقاً لميثاق تعاون بينهما في إطار وزارة البيئة، كونهم الوحيدين الذين يملكون خبرة في مجال النفط الغارق. أما مهمة الباخرة فهي إجراء مسح للمناطق التي يرجح وجود نفط غارق فيها، وهي أخذت عينات من مناطق مختلفة على طول الشاطئ اللبناني في الجية، صور، الصرفند، بيروت، طبرجا، عمشيت، البربارة، جزر النخيل وجبيل، لدراستها ومعرفة مدى تأثير هذا التلوث على الأسماك وعلى البيئة البحرية عموماً، وأعطت العينات الى الخبراء الإيطاليين لدرسها. كما لفتت الى الأضرار التي لحقت بالبيئة من جراء الحرائق والمواد السامة المنبعثة منها، إضافة إلى تلوّث المياه والقذائف غير المنفجرة ومشكلة الركام الذي تم التعاطي معه بطريقة عشوائية.
الخبير الايطالي لويجي ألغارو أشار في تصريح لـ“الأخبار” إلى “ان مهمة الفريق الايطالي هي المساعدة في تنظيف البحر من بقع النفط وفي معالجة آثار التلوث الناتجة من الحرب الأخيرة”. وأشار الى التعاون مع غطاسين لإزالة بقع التلوث، والحد من استعمال الآلات حفاظاً على الرمل وتالياً على التوازن الإيكولوجي البحري.
أما الوزير الصراف، فأشاد بالمساهمة الإنسانية لـ“غرينبيس” خلال الحرب، ثم مساعدتها في مجال البيئة وتنظيف البحر من التلوث النفطي. وأضاف: “ان تجربة غرينبيس في مكافحة التلوث البحري وإمكاناتها للتحرك السريع شجعت الوزارة على العمل معها”، لافتاً الى ان المنظمة تعمل عادة بمفردها، مؤكداً ان هذا النوع من العلاقة مستجد كون غرينبيس كانت في صدام دائم مع الحكومات، مذكراً بالهجوم الذي تعرضت له سفينة “راينبو واريور 1” والذي أدى إلى غرقها.
وفي حوار مع الصحافيين، أكّد الصراف ان أولويات الوزارة هي منع انتشار التلوث النفطي وتنظيف البقع الموجودة في البحر وعلى الشاطئ قبل فصل الشتاء منعاً لحصول تلوث جديد. ونوه بنشاط جمعية “بحر لبنان” التي حركت مجموعة من الغطاسين لرفع التلوث من قاع البحر، وبالسفارة الايطالية التي وضعت في تصرف الفرق العاملة، بالتنسيق مع الوزارة، باخرتين لمعالجة النفط الغارق والعائم على طول الشاطئ وبعمق 30 كلم. وأكد ان هدف الوزارة الأول هو إعادة الحياة الطبيعية الى صيادي السمك والى قطاع الصيد عموماً وكذلك الى قطاع المنتجعات السياحية البحرية، لافتاً الى ان الوزارة تراقب ثمار البحر وتحاول إعطاء اللبنانيين وصيادي السمك معلومات عن أنواع ثمار البحر التي يمكن أكلها، مؤكداً أنه قبل نهاية السنة سيتمكن صيادو السمك من معاودة عملهم، وكذلك 90% من المنتجات السياحية. وكشف الصراف عن العمل على إنشاء محميات بحرية يمنع فيها الصيد في منطقة جزر النخيل بهدف حماية أنواع معينة من السمك، وتالياً زيادة الإنتاج وتشجيع تصنيع السمك وحماية التنوع البيولوجي والحفاظ على البيئة البحرية.
وفي حديث خاص بـ“الأخبار”، أكد الصراف أن الوزارة ستعلن يوم السبت المقبل النتائج الأولية لفحص عينات من السمك التي تمت بالتعاون مع المركز الوطني للبحوث العلمية، اذ تبين أنها خالية من التلوث وأن كمية المعادن الثقيلة فيها هي أقل من المعدل المتعارف عليه، وهذا أمر جيد”. وتابع الصراف “لكن هذا لا يعني أننا نستطيع الجزم أن كل السمك على الشاطئ اللبناني هو نظيف وسليم. فالبحر المتوسط يعاني من مشكلات أصلاً، وخصوصاً على الشاطئ اللبناني”.