نادر فوز - أمين الخشن
شهدت الجامعة الأميركية في بيروت أمس نشاطين بارزين. الأوّل نظّمه برنامج أنيس المقدسي للآداب ضمن مؤتمر «تقاليد الرحلة» وألقى فيه الدكتور فوّاز طرابلسي محاضرة بعنوان «عرض المشاكل الاجتماعية في المسرحيات الغنائية للأخوين الرحباني وفيروز». أمّا الثاني، فمحاضرة تحت عنوان «الأمم المتحدة وسيادة القانون في الشرق الأوسط: الاتجاهات الأخيرة، والفرص، والقلق»، ألقاها كل من الأستاذ المساعد في العلاقات الدولية في الجامعة الدكتور كريم مقدسي والممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان الأستاذ غير بيدرسون. أدار الندوة مدير مركز عصام فارس للسياسة العامة والعلاقات الدولية رامي خوري.
المسرح الرحباني
بدأ طرابلسي محاضرته بضرورة التمييز بين الثقافة الشعبية «وهي الثقافة التي ينتجها الشعب»، والفولكلور «التقاليد والفن المأخوذ من المجتمع وليس مصنوعاً من الشعب نفسه»، وثقافة الجمهور «المقدمة للشعب»؛ ورأى أنّ الرحابنة يمثّلون الفولكلور، «وهم أفضل من قدّم الثقافة اللبنانية والمجتمع اللبناني».
وقال طرابلسي إنّ المسرح «الرحباني» تطوّر بمواكبته الأحداث في لبنان بين أعوام 1958 و1975، «الرحابنة صوّروا الصراعات السياسية والاجتماعية»؛ معتبراً أنّ هذه الصراعات يمكن أنّ تتجلّى بين عدة أطراف: صراع بين الريف والمدينة، صراع بين الحاكم والمحكومين، وصراع ذو وجهين اقتصادي واجتماعي.
كما حدّد المحاضر أيضاً ثلاث أفكار عمل عليها الأخوان رحباني هي «الأرض، العائلة والطائفة أو المجموعة». وتحدّث عن المشاكل التي عرضتها هذه الأعمال ومنها الفقر «وهم أوّل من قالوا إنّ الفقر سيكون سبباً للعنف».
أمّا فيروز، فيقول طرابلسي إنّها تظهر كرسالة لا كشخصية في معظم المسرحيات، إذ إنها تبقى وحيدةً (لا أهل لها في معظم المسرحيات)، ولا تؤدّي أدوار شخصيات واقعية.
سيادة القانون
وفي المحاضرة الثانية، تحدّث الدكتور كريم مقدسي عن فشل الأمم المتحدة في إيقاف الحرب على لبنان وتخفيف آثارها وتأخرها في إصدار القرار 1701، شارحاً كيف أن الأمم المتحدة تأخذ بعين الاعتبار حسابات الولايات المتحدة الخارجية. وأعطى مثالاً ما حصل خلال الحرب على العراق وأفغانستان، حيث كانت المنظمة الدولية «تنتظر اندلاع الحرب ومن ثم تصدر القرارات تلو الأخرى».
أمّا غير بيدرسون، فقال إنّ الأمم المتحدة اختارت مساعدة العراقيين على بناء الدولة، بدلاً من مقاطعة الأميركيين. وفي ما يتعلّق بالقرار 1701، قال بيدرسون إن القرار «لم يتأخر نتيجة رغبة الأمم المتحدة في تمديد الحرب بل في إيجاد قرار يوافق عليه كل من لبنان وإسرائيل». وأشار إلى أنّ الـ1701 «يصبّ في مصلحة لبنان، ويحفظ سيادته، ويحميه من أية اعتداءات إسرائيلية في المستقبل». كما قدّم شرحاً لدور قوات «اليونيفيل» وحق استخدام القوة، فقال إنّه يحق لليونيفيل تحت المادة السادسة منع حصول «مجازر» وإنّ هذه المادة مرنة نوعاً ما.