«(...) إنّ لبنان، شهد خلال تاريخه أيام ظلم وإرهاب واستبداد وكبت حريات، أفظع من التي تعيشون، لكن آباءكم وأجدادكم صمدوا صمود الأبطال فأورثوكم حبّ الأرض التي عليها تعيشون وحبّ الاستقلال والحرية التي كنتم بها تنعمون.(...)»من رسالة الرئيس الراحل سليمان فرنجية
إلى اللبنانيين في عيد رأس السنة سنة 1980
أنطلق من هذه الرسالة التي وجّهها الرئيس الراحل سليمان فرنجية الى اللبنانيين ، لأقول إنّه لأول مرة في التاريخ وفي ظلّ حالة حرب مع دولة، تناهض حكومة هذا البلد مقاومته وقوة ممانعته وعنفوانه!
إن المقاومة في لبنان ليست وليدة ظرف سياسي مؤقت، بل ظرف تاريخي عقائدي منذ آلاف السنين. فالمقاومة رفض للمساومة والاستسلام. وكلّ لبناني يقاوم بطريقته وحسب مقدرته، وهذا ما نعيشه اليوم.
فالمقاومة التي بدأت دبلوماسية مع الرئيس سليمان فرنجية في الأمم المتحدة في 14تشرين الثاني سنة 1974 وأدّت إلى شرعJJJنة حقّ لبنان في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بعد عناقيد الغضب في نيسان سنة 1996 مع الرئيس رفيق الحريري،
والمقاومة العسكرية التي نُظمت مع بداية الاجتياح الإسرائيلي سنة 1982، إلى أن أصبح حزب الله هو الحزب الوحيد المقاوم، هذه المقاومة حققت الإنجاز الأول طيلة تاريخ الصراع العربي ــ الإسرائيلي، وهو حذف الشعار القائل بـ«الجيش الذي لا يُقهر»،
والمقاومة الشعبية المتمتعة بروح الممانعة والصمود، والتي تجلّت بأبهى صورها في الحرب الاخيرة حين استُقبلت العائلات المهجّرة في معظم المدن والقرى اللبنانية. هذه الصورة التي لم تظهر أثناء الحرب والحواجز بين الطوائف والمناطق، بيّنت مدى عشق اللبنانيين المجردين من الأسلحة للمقاومة وبوسائلهم الخاصة والمتاحة لهم.
هنا نسأل الأكثرية التي أتحفتنا بمواقفها الانهزامية والاستسلامية:
هل ثمن «الدعم الغربي» لسياسات حكومتكم هو التخلّي عن الكرامة الوطنية والمقاومة في خضمّ المعركة والطعن في ظهرها والإلحاح على نزع سلاحها؟
هل المعتقلون اللبنانيون في السجون الإسرائيلية لا يستحقون التضحية بجزء من هذا الارتهان للغرب والاقتصاد المنهار بالأساس، لاستعادتهم إلى أحضان أمهاتهم؟
أخيراً، المقاومة، مهما تعددت أحزابها وتياراتها وحركاتها وتنظيماتها، يجب أن تظلّ باقية ما دام هناك ما يسمّى بـ«إسرائيل»، هذه الدولة التي تأسست على الدم والهمجية وكل أنواع العنف بعد اغتصابها أرض غيرها بحجةٍ ساقطة تاريخياً وأركيولوجياً ودينياً، هذه «الدولة» هي مثل الدول والأمبراطوريات والممالك التي احتلّت أراضينا، مما أكثرها، وعدّتها ملكها...
لكن في النهاية كلها زالت، وطبعاً إسرائيل على طريق الزوال، ولن تزول إلا بالمقاومة.
روي عريجي
شعارات
هل مقدرٌ على لبنان أن يعيش بين الحياة والموت... وإلى متى؟
وعلى من تقع مسؤولية حماية هذا الوطن العجيب؟
حرب إسرائيل الاخيرة كشفت بعض رموز الفشل السياسي والاستسلام لواقع القدر الاسرائيلي. لن تنفع ديموقراطية الوجبات السريعة مهما كانت الدعاية مبهرجة وذكية. إسرائيل وحليفتها جرّبتا كل أشكال التدمير النفسي المعنوي والمادي، أما النتيجة فكانت غير متوقعة أبداً. لن أقول أكثر مما شاهده العالم أجمع من ظلم وتعدّ على أبسط حقوق الإنسان. لم تعد الدموع تجدي ولا الكلام عن ديموقراطية توافقية أو حزب الأكثرية ينفع. كلها شعارات مرّ عليها الزمن. والوطن يبقى لمن يستحقّه، لمن واجه وتحدّى وحارب واستشهد، لمن ناضل واستحق النصر ولو بعد طول صبر.
أخيراً، أرى بوادر أمل جديد يدوّي بصوته ويزلزل: أرض لبنان، شامخ صادق أبيّ. أتذكر الزعيم الراحل عبد الناصر في عزّته، في كبريائه وعشقه لمبادئه المخلصة. ها هو شريف الشرفاء وقائد المقاومين الشجعان يقف بين شعبه وأهله ينادي بوحدة المصير ويشاطر الجنوب لذة النصر الفريد من نوعه. هنيئاً للبنان بزعيم الأبطال والمجاهدين، يا صاحب الوعد الصادق، سماحة السيد حسن نصر الله، شكراً.
جميل الحسن