رأى رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري «أن القيادات السياسية مسؤولة عن وقف الضجيج والإفساح في المجال أمام الحوار، لا أمام الصدام».أقام الحريري أمس مأدبة إفطار في قريطم، على شرف عائلات من محافظة الجنوب، حضرها النواب: علي حسن خليل، ممثلاً الرئيس بري، بهية الحريري، عبد اللطيف الزين، أنور الخليل، ياسين جابر، مفتي صور وجبل عامل السيد علي الأمين وشخصيات دينية وسياسية واجتماعية.
والقى الحريري كلمة قال فيها: «إن الجنوب هو المقاومة والتضحية والصمود والشهادة والدفاع عن كرامة الوطن في وجه العدو الإسرائيلي. واللقاء مع أهلنا في الجنوب في هذه الأمسية المباركة، له أهمية كبرى، بعد العدوان الأخير الذي أرادت إسرائيل من خلاله إبادة مقومات الحياة والصمود في الجنوب. ولكن الجنوب، وكعادته، لم يخضع، وافتدى لبنان وكرامة لبنان، بالدماء والأرواح والمقاومة. صمد 33 يوماً حتى تمكنت حكومة الرئيس السنيورة بالتعاون مع الرئيس بري من وقف الحرب بما يحفظ مصلحة الجنوب وأهله، ومصلحة كل لبنان».
ورأى أن الجنوب ولبنان يقفان «أمام فرصة جديدة، تاريخية، للتحرير والبناء(...) ويجب ألا تضيع ،ولن تضيع،لأنه آن الأوان للجنوب أن يرتاح». ورأى أن الأجدر بنا «أن نتعظ بما يجري على أرض الجنوب، وألا نتحرك بالبلاد في الاتجاهات التي تسيء إلى انتصارات الجنوب وفرحة الجنوب ووحدة لبنان»، مشيراً إلى «أن القيادات السياسية مسؤولة عن وقف الضجيج، والإفساح في المجال أمام الحوار، لا أمام الصدام». وقال: «لقد عبرنا في أكثر من مرة عن تأييدنا لكل مسعى وجهد حواري، ودعونا أكثر من مرة لجعل الحوار لغة التخاطب بين اللبنانيين، ولكن هناك من لا يريد لهذا الحوار أن يولد، ويجد من مصلحته اللبنانية والإقليمية أن ينساق لبنان إلى الفراغ والمجهول. ونحن لن نرضى بقيادة لبنان إلى المجهول، ولن نيأس من العمل في سبيل تجديد الحوار وإحيائه وتعميمه».
ووجه الحريري «تحية خاصة إلى الرئيس نبيه بري والدور الذي يتولاه وهو يلتقي مع توجهاتنا في العمل على منع الخلافات السياسية من أن تنقلب إلى خلافات طائفية أو مذهبية»، مشيراً إلى «أن البعض، داخل لبنان وخارجه، يريد أن يتخذ من الجنوب وقضية الجنوب، طريقاً للضغط على مسائل وطنية أخرى. لكننا نعلم جيدا أن الجنوب انتصر بقوة اللبنانيين، ولبنان انتصر بقوة أهل الجنوب وصلابتهم، ولا مجال، بالتالي، لاستخدام قضايا الجنوب وسيلة لتهريب أي أدوات للضغط السياسي».
(وطنية)