راجانا حميّة
مبادرتان جديدتان يضيفهما الأمير الوليد بن طلال إلى مشروعه الأساسي «ورشة إعمار المدارس الرسمية في الضاحية الجنوبية»، أولاهما تزويد المدارس الرسمية كافة بمولدات كهربائية ومن ثم إنشاء قاعات للمعلوماتية فيها شبيهة بمدارس «الدرجة الأولى»، على أن يتمّ في مرحلة لاحقة ربط هذه «القاعات بشبكة معلوماتية متشعّبة، توصل إحداها بوزارة التربية وأخرى بين المدارس، تمهيداً لإدراج برامج تربوية مشتركةكويّس»، هذا القرار استدعى تصفيقاً حاراً من الأساتذة... وأخيراً «جاء من يفيهم بعض ما يقومون به، بعيداًَ من الإهمال و«الواسطة عند الدولة» التي لم تأت سوى بقرار إبعاد مدارس الضاحية الرسمية عن دائرة الاهتمام».
«هدية» مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية، أعلن عنها مدير الشؤون التربوية والاجتماعية عبد السلام ماريني، أمس، خلال اللقاء الذي أقيم في مدرسة الغبيري الثانية للبنات في الشيّاح، بحضور وزير التربية والتعليم العالي خالد قبّاني، نائبة رئيس المؤسسة ليلى الصلح حمادة، النائب بيار دكّاش، رئيس المنطقة التربوية في جبل لبنان غابي قسطون، رئيسة الملتقى النسائي في الضاحية علوية فرحات، رئيس بلديّة الغبيري سعيد الخنسا وحشد من الأساتذة.
«انتصر» الوزير قبّاني بالأمس، معلناً عن انطلاق العام الدراسي في مدارس الضاحية الجنوبية الرسمية في الموعد المحدّد «كما وعدنا»، مشيراً إلى أنّ «التحدّي انتهى. ولكن يبقى هناك الكثير من التحدّيات التي يجب علينا العمل من أجلها وخصوصاً ما يتعلّق منها بتطوير المناهج العلمية نظرياً وتطبيقياً لمواكبة ما تخلّفنا عنه في مراحل سابقة».
وبدوره، وجّه ماريني «نداء استغاثة» إلى القوى والمؤسسات الإنسانية الفاعلة «لمساعدة مدارس الضاحية الجنوبية المتضرّرة من جرّاء العدوان الإسرائيلي والإهمال»، مشيراً إلى أن «العامل الأخير سبّب الكثير من المشاكل للإدارات وللطلاب معاً».
وبسبب هذا الإهمال «تضاعف عدد الطلاب الهاربين من الأقساط الكبيرة في المدارس الخاصّة»، ما أدى بنظيرتها الرسميّة إلى اتّباع نظام الدوام المسائي «الخاطئ» الذي تواجهه مشكلة «التقنين وغياب التيار الكهربائي».
مشكلة أخرى لا تقلّ أهميّة عن مشكلة «التقنين»، طرحها أساتذة التعليم الرسمي وتتمثّل في «معضلة التعاقد الوظيفي وفقدان الكادر التعليمي المتخصّص في مجال المعلوماتية، إضافة إلى النقص الفادح في التجهيزات التي أفقدت المناهج الجديدة الجديّة وأعاقت تقدّمها»، مشدّدين على ضرورة معالجتها «بأسرع وقت ممكن حفاظاً على جدّية الجسم التربوي وأهميّته في خلق عناصر التغيير الاجتماعية والثقافية والاقتصادية».
الجدير ذكره أن المؤسّسة المذكورة قامت بترميم وإعادة بناء إحدى عشرة مدرسة رسمية في الضاحية تضرّرت خلال العدوان الأخير «ثلاث منها في نطاق المريجة، وثلاث في برج البراجنة وأخرى في منطقة الغبيري واثنتان في منطقة حارة حريك»، ويبدأ التدريس فيها الإثنين المقبل في السادس عشر من الشهر الجاري.