الويل للحكام
روز زيادة

ويل لأمة كثرت فيها الطوائف وقلَّ فيها الدين.
(جبران خليل جبران )
ويل للبناننا الذي جرّد من دستوره وتسيّر أموره بحسب مصالح القيمين عليه. لقد جاء الوقت ليقول فيهم الشعب كلمته. زادت المهاترات أكثر مما يمكن للبنان احتماله. وأبناء لبنان يحصدون ثمار سبات الدولة، التي حدث أن استفاقت مذعورة على أصوات الغارات الإسرائيلية، ويصبرون على محاولة مجلسهم النيابي تغطية غلطته بتعديل ما تبقى من دستور الوطن بتهميش أصول الحكم.
لا يا سادة، لا، إن أداءكم لن يوصلنا إلى بناء بلدنا، ولا إلى تأمين مستقبل أولادنا، أو تصحيح أوضاع الناس فيه.
الطبقة الحاكمة، وكل من ينتمي إليها، خارج لبنان، وبعيدون كل البعد عن مشاق المعيشة، وارتفاع أكلافها، بدليل أن الأجور في لبنان ما زالت أقل بكثير من نسبة ارتفاع الأسعار. ولا أمل بتحسن حياتنا ما دام التاجر صاحب المال هو نفسه النائب في مجلس النواب، والوزير هو أيضاً النائب والتاجر. فمن هو الذي سيتعب نفسه ويسمعنا بعد أن بح صوتنا ونحن نقول: الحد الأدنى للأجور لا يطعم الإنسان الواحد خبزاً طوال الشهر. كما أنه لن يبكي علينا أحد وهو يسن قانون الضرائب، والضرائب على الضرائب المضافة، ولن يأسف على عجزنا وزير الطاقة ونحن نتكبد دفع فاتورة شركة الكهرباء، وفاتورة المولد لتغطية ساعات التقنين، واشتراكنا السنوي لشركة المياه وأجرة الخزان المتنقل لنستعيض عن ماء الشركة، لأنه لا يملك حيل الصعود إلى الطبقات العليا.
نعم، لن يسمعنا أحد لأنهم خارج البلد، وخارج الرحمة، وخارج الإنسانية والوطنية التي لا تخدم طموحاتهم.

برويّة وعزم

رامي صادق

يبدو أنّ رئيس حكومة الأكثريّة شعر بأنّه لا بدّ من إخراج ما في جعبته من تصريحات يراها ضروريّة وجريئة وموضوعيّة في آن معاً .
فالتّصريح بأنّه سينزع سلاح حزب اللّه بالطّريقة الّتي يراها مناسبة لصحيفة غربيّة يعرض لوجهة النّظر الّتي يحاول فؤاد السّنيورة أن يقنعنا ويقنع نفسه بمواصفاتها الثّلاث المذكورة أعلاه .
لماذا ضروريّة؟ لأنّه برأيه يجب طمأنة الغرب وما يسمّى المجتمع الدّوليّ بأنّ حكومته ما زالت متمسّكة بتعهّداتها السّابقة بحلّ قضيّة السّلاح خارج سلطة الدّولة، على الأقلّ في محاولة لردّ الجميل الأوروبي والأميركي والعربي على دعمهم وتأييدهم لها.
لماذا جريئة؟ لكي يثبت السنيورة أنه شفّاف وواضح في تعامله مع ملفّ السّلاح «غير الشّرعي» وأنه لا يضمر شيئاً ويعلن خلافه وهو يريد أن يوحي أنه جادّ في سعيه إلى حلّ المشاكل العالقة بوجه الحكومة ومن بينها سلاح «حزب الله» من خلال المواجهة السياسية والمفاوضات المباشرة مع هذه الجهة.
لماذا موضوعية؟ لأن برأيه ورأي الكثيرين من حلفائه أنّ السّيادة الفعلية تحتّم عدم وجود السّلاح إلا في يد الدولة، وهذه السمفونية باتت من الفولكلور اليومي الذي لا بد من سماعه وتقبله.
من هنا يطرح السؤال: كيف يكون ذلك برويّة وعزم؟ وما هي المقوّمات التي ستمكّن الحكومة من حل مشكلة بالغة الدقة كهذه؟ والسؤال الأهم هو: ما هي المهلة الزمنية لتطبيق هذه الوعود، وهل الوقت كافٍ لذلك؟ الإجابة عن كل هذه الأسئلة قد تكون «لا»، لأن الأجواء توحي أنّ الشّيعة يتّجهون نحو التصعيد الشــــعبي ويؤيـّدهم لذلك التيار الوطني الحرّ بقاعدته الشعبية اللّافتة وتيارات حليفة بتنا كلنا نعرفها.
هذا التحرك الشعبي قد يقلب الطاولة فوق رأس الممسكين بالقرارات ويطيح الحكومة الحالية، والدليل الحسي على ذلك موجود، وهو أن «حزب الله» بلسان أمينه العام وعد في مرحلة سبقت 12 تموز الجهة التي ستحاول نزع سلاح المقاومة بأن الحزب سوف «يقطع يدها وينتزع روحها وقلبها». وبما أن السيد نصر الله يفي بوعوده دوماً، فإنه يبدو أن حزب الله هو من سيقوم بعملية النزع، ألا وهي نزع روح الحكومة «برويّة وعزم» على سجيّة أقوال رئيس الحكومة في تصريحه عن معالجة قضيّة السّلاح.