البترون ــ ريتا شاهين
لا شك في أنّ 12 تموز، رغم سيئاته وانعكاساته على كل الصعد، كان حافزاً على تحريك مشاعر الكثير من اللبنانيين المقيمين والمغتربين ودفعهم الى تقديم المساعدات والتبرعات لوطنهم الأم. لكن في المقابل، نجد أن الشعب اللبناني الذي طالما عانى الكثير، وأُغدقت عليه الوعود من الداخل والخارج، لم يعد يصدق كل ما يشاع، خصوصاً أنه لا يسمع سوى عن زيادة العجز وتفاقم الديون فيما تلتهمه وتثقل كاهله الغرائب التي يعرف جيداً من اين تنبع ولا يعرف اين تصبّ.
فبعد المؤتمر الصحافي الشهير الذي عقده «الأمير الماليزي» فريد عبد الله يوم الخميس في نقابة الصحافة وأعلن فيه أن صهره الملياردير اللبناني رجل الأعمال ابن بلدة شبطين البترونية الدكتور إيلي يوسف نجم سيتبرع بمبلغ 15 مليار دولار اميركي هبة سيقدمها لجميع القطاعات اللبنانية، يطرح السؤال: هل هذه الوعود بالمليارات ستصبح واقعاً، أم أنها أرقام خيالية تتخطى العقل والمنطق؟
«الأخبار» قصدت صاحب الحدث الأمير الماليزي في مكان اقامته في منتجع الصواري في البترون، فأكد أنّ «الدكتور إيلي يعمل وينفذ عمله بمساعدة اللبنانيين وسيتيقّنون من كلامه قريباً. أصدّق مئة بالمئة أنه سيوزع المال كما قال. لكنه ينتظر الفرصة للسماح له بذلك (إما من جهة الحكومة اللبنانية أو حتى من الرأي العام والشعب اللبناني). وما يعوق وصول صهري الى لبنان هو حبه لزوجته التي هي حامل الآن، وعدم رغبته في تركها، لكنه سيأتي قريباً لا محالة. وأقول أيضاً عنه، إنه صادق في توجّهه كما في عمله، وأنا بصراحة، صدمت لقراره بالتبرع للبنان ولكنه يؤمن بهذا البلد الذي يحبّه ويقدّره وسيساعده بكل أمانة».
ويتابع الأمير قائلاً: «الدكتور ايلي أتى الى ماليزيا عام 1993 قادماً من كندا حيث اهله وأقاربه، وهو جرّاح ناجح ومعروف جداً في ماليزيا. عندما سيأتي الى لبنان قد يبقى لفترة طويلة هنا. أنا شخصياً وصلت قبله لأعدّ لمشاريع عديدة ومنها معمل لتصنيع زيت البلح. وستكون المشاريع التي ننوي اقامتها قادرة على استيعاب 37 ألف موظف لبناني متخصص.
اما في ما خص الصدمة التي أحدثها النبأ عن تقدمة للدكتور ايلي الى لبنان هبة بقيمة 15 مليار دولار (من مال وطائرات للجيش)، فإني أؤكّد صحة ذلك».
ويروي الأمير ما حصل معه في لبنان الذي صار يعشقه: «عند وصولي، دعاني شخص عادي الى بيته لتناول الطعام، وأقول بصدق إنني في عامي السابع والستين ولم يحصل معي مثل ذلك من قبل اطلاقاً. والبترون أصبحت مثل بيتي. أنا اقيم الآن في الصواري وأستمتع بوقتي وأرى الجبل والبحر والمباني والجو. لا شيء يزعجني غير طريقة التدخل في حياتي من اناس عديدين، لكنني في الوقت نفسه أحب اللبناني جداً».
وبالعودة الى موضوع التبرعات وفي ما خص خبر نفي احد البنوك خبر تبرع الدكتور إيلي، يقول: «إن للبنوك هنا وفي ماليزيا وفي كل العالم سياسة معينة تعمل بموجبها. لكن الأكيد أن إيلي صادق بالكامل، والمستقبل القريب سيحسم كل اللغط. أن يعطي شخص بلداً وشعباً تقدمة مثل هذه فهذا يعني أن لديه رسالة الى هذا البلد وهذا الشعب».
الجدير بالذكر أنّ الهبات التي أعلن عنها، ستوزّع على الشكل الآتي: مليونا دولار اميركي للصليب الأحمر ــ فرع البترون، عشرة ملايين دولار اميركي للصليب الأحمر اللبناني، عشرة ملايين دولار اميركي لجمعية اوكسيليا، إنشاء دار للأيتام في منطقة البترون بقيمة عشرين مليون دولار، إنشاء دار للعجزة في البترون بقيمة عشرين مليون دولار، كما يجري التفاوض حالياً مع شركات في الخارج لشراء 12 طائرة حربية للبنان.