غرب بعلبك- رامح حميّة
تأثّر التعليم المهني والتقني في منطقة غربي بعلبك بقرار وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني «إعفاء المدارس والثانويات الرسمية الأكاديمية من رسوم التسجيل»، على أثر المساعدة السعودية التي وصلت لبنان إبّان انتهاء الحرب الأخيرة، والتي قدّرت بنحو 25 مليون دولار. وقد أدّى استثناء المهنيات من هذا القرار إلى انعكاسات سلبية على قطاع التعليم المهني، الذي يهدف الى إعداد مهارات تقنية لازمة من الأيدي العاملة في الميادين الاقتصادية والإنتاجية كلهاالمهنيات في غربي بعلبك تعاني مشكلة التسجيل، فالنسب ضئيلة جداً مقارنة مع السنوات السابقة، وهي اليوم لا تتجاوز خمسة في المئة، وسط تخوف عكسه مديرو المهنيات من عدم انطلاق العام الدراسي الذي حدّدته الوزارة بتاريخ 30 تشرين الأول.
مدير مهنية شمسطار الفنية الرسمية علي ابي رعد، أكّد «ضرورة احتواء هذه المشكلة، والإسراع في تداركها، لأنها تؤثر في التعليم المهني عموماً، وفي الطلاب وعامهم الدراسي خصوصاً».
وأشار إلى أن «التسجيل ضعيف جداً بسبب الواقع المعيشي الصعب في المنطقة ومتطلبات فصل الشتاء الكثيرة من محروقات ومدارس وشهر مونة» بالإضافة إلى أنّ الحرب الأخيرة خصوصاً، دفعت بعض الاهالي إلى تسجيل أبنائهم في المدارس والثانويات الرسمية لأنها معفية من رسوم التسجيل باستثناء صندوق الأهل (10000ل.ل)، فيما البعض الآخر يفضّل الانتظار «لتعديل قرار الوزارة» أو «التبرع لمصلحة المهنيات لكونها غير معفية من رسوم التسجيل»!
وأضاف ابي رعد: «إذا كانت المشكلة مالية، ولم تكف الأموال لدعم التعليم المهني، فلماذا لا ندعم التعليم الاساسي الأكاديمي فقط من دون الثانوي ونحوّل القسم الباقي من المساعدات إلى المستوى التكميلي المهني (BP).
ومما يجدر ذكره وفقاً لمصادر تربوية، أن التعليم الاكاديمي في لبنان يكلّف الدولة نحو 12 مليون دولار، بينما تكلفة التعليم المهني لا تتجاوز مليوني دولار فقط.
وعليه، فإنّ العام الدراسي بالنسبة إلى طلاب المدارس الخاصة بدأ نهار الاثنين الماضي. وبالنسبة إلى طلاب المدارس الرسمية سيبدأ حسب وزير التربية بتاريخ 16 تشرين الأول. اما طلاب المهنيات فمصيرهم إلى مهبّ القرارات والمساعدات، فهل يبدأون عامهم الدراسي بتاريخ 30 تشرين الأول كما هو مقرر؟!
زينب حمية طالبة امتياز فني (TS) تنظر إلى مستقبلها العلمي بكثير من القلق والترقب وتتساءل «هل طاولت الحرب التعليم الأكاديمي فقط دون المهني؟». وأضافت «أنا وزملائي ننتظر ونتابع... والتأخير ليس في مصلحتنا لأنّ عامنا الدراسي مهدّد والسبب الرئيس: الحرب التي سبّبت أضراراً كبيرة لأهلنا في مداخيلهم وأعمالهم الحرة»!