أمن أم خراب المجتمع المسيحي
  • شربل حاطوم

    ما الذي يريده «الحكيم» اليوم من إطلاقه الشعارات الرنّانة، وخصوصاً أن تجاربه وتجاربنا مع شعاراته جرّت علينا الويلات. من «أمن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار»، الى غيرها من الشعارات ذات الايحاءات المسيحية الدينية؟
    وما هو المقصود من اتخاذ الصليب المشوّه شعاراً سياسياً، هل يعتقد ان التحريض يساعد على اجتذاب المسيحيين لخياراته؟
    يجب طمأنة «الحكيم» إلى ان المسيحيين ملوّعون من سياساته الجنونية ومن مغامراته التي قادت الى قتل ألوف المسيحيين وتشريدهم وتهجيرهم من الجبل وقرى شرق صيدا. «أمن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار» قاد الى قتل طوني فرنجية والياس الزايك والأب ألبير خريش، وكذلك الى قتل ضباط الجيش اللبناني والتنكيل بجثثهم، وإعدام شباب ايلي حبيقة، هل أمن المجتمع المسيحي كان يفترض قتل كل هؤلاء؟
    هل تآمر «الحكيم» على العماد عون وعلى تحالفه مع السوريين ضده، كان من أجل أمننا نحن المسيحيين، لم ينسَ المسيحيون ان مدافع الحكيم دكّت القصر الجمهوري في 13 تشرين الأول من عام 1990، وأدخلت بذلك السوريين الى المنطقة الحرة.
    وماذا عن وضع المسيحيين اليوم، ماذا عن التهميش السياسي الناجم حصراً من اللحاق والتبعية الكاملة لسعد الحريري ووليد جنبلاط.
    بكل صراحة نقول، إن الوظيفة التي تطوّع لها «الحكيم» عام 1990، والتي أدت الى تسليم لبنان، يعاودها اليوم مع اختلاف بسيط في الجهات، آنذاك كان السوريون واليوم الحريريون.
    وبالعودة الى حاضرنا فأنت عدت «حليفاً» للذي سجنك وقتل رجالك واضطهدهم، والسيئة الكبرى التي ترتكبها اليوم هي في وضع من رفع لواء المقاومة مدة 15 سنة في خانة الأعداء.
    في النهاية، الشعب المسيحي يعي جيداً، وقادر على التمييز جيداً بين الوطني الحقيقي الذي يخدم لبنان انطلاقاً من خدمة قضية المسيحيين، ومن يستخدم المسيحيين وقوداً لطموحاته التي أحرقت البلد سابقاً، وهمّشت المسيحيين. إن للشعب كلمة فاصلة لن يتأخّر في قولها، أما «الشعارات» وقائلوها فمصيرهم معروف.


    ثوب المجد

  • فؤاد الرضا ــ سيدني

    عذراً لثقل الأنامل، لاشتعال الجمر اشتياقاً لبرودة فجر حاكته يداك خيطاً خيطاً.
    لانحناء الشمس، لانتشار نجوم بذرتها يداك في سمائنا، فازدانت وشعّت بنورك.
    لشموخ المجد في راحتيك لوقفة العز هنا، للصمت في لون السماء، لدرب الهائمين في جموع المراكب الزاحفة، لاختلاء الوحي في موعد الشفق أنت.
    كما أنت رائع في مشيتك، في بسمتك، في هدوء روحك شامخ.
    أنت الذي نقشت قرص الشمس على صخرنا، وأضرمت سماءنا نوراً، وخطت ثوب المجد من عباءتك. أنت الذي فجّرت الينابيع في صحرائنا. أنت الذي علّمت الطيور الحرية، وزرعت أريج عطر الأقحوان في ربوع أمانينا، أنت الذي برهنت ان العين تقاوم المخرز، وجدلت العز بالعنفوان، ووعدتنا وكان الوعد الصادق.
    همسات حديث لا ينتهي، نهتف إليك بأفئدتنا، نرسمك في صدورنا، نتنفّسك، تنبض فينا، تجري في عروقنا ونبقى نشتاق إليك.
    أتلمس القلب على صفحات نورك وكلماتي، ونبضي دليلي إليك. أناديك وأقبّل الأرض تحت قدميك، عذراً لاحتجاب ينفرد بغير انزواء، عذراً لزمن تثقله أيادينا والأسماء، عذراً لظلم الريح ولاستبداد الكلاب التي تعوي خلف الباب، للذئب الذي ينهش في ظهورنا.
    كان الوجع يأكل الفراغ، والفراغ نعشُ الانتظار. تغيب المفردات من الألحان وتغيب اللحظات من المكان.
    انتفض الجرح وتعالت الهتافات، سيفك أيقظ الأمة، ناديتك بمحض إرادتي أنت أيها القائد، يا حبّاً وردياً يعصف في صدري يا ناراً ثائرة، يا شعلة شعّت في الكون كله، في وضح النهار دع الاباة تشرق عالية، دعها تخرج للصبح فوق البلدان.
    فهكذا يُزهر الصبح ويُقطف رحيق النور من قرص الشمس وتحاك سماء المجد ويُرسم زهر البرتقال...