صيدا ـ خالد الغربي
أشارت مصادر فلسطينية لـ“الأخبار” الى أن منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، شرعت في حركة اتصالات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين لتسويق فكرة إنشاء لواء فلسطيني بعد أن يتم ضبط السلاح وجمعه في المخيمات، على أن يتولى هذا اللواء أمن هذه المخيمات ويكون في ما بعد تابعاً لهيئة الأركان في الجيش اللبناني على غرار ما هو قائم في سوريا ومصر والأردن.
وهذا الطرح الفلسطيني الذي لا يحظى بموافقة الفصائل غير المنضوية في منظمة التحرير، تتم دراسته من قبل أطراف لبنانية بهدوء وبعيداً عن الإعلام، وإن كان يلقى اعتراضاً لبنانياً حتى الآن بفعل اختلاف الرأي حول معالجة الوضع الفلسطيني والتجاذبات الداخلية اللبنانية.
وأشارت المصادر الفلسطينية الى أن مسؤول الممثلية الفلسطينية في لبنان عباس زكي زار في وقت سابق على رأس وفد من المنظمة، قائد الجيش العماد ميشال سليمان، طارحاً رؤيته لكيفية معالجة موضوع السلاح الفلسطيني، وخصوصاً في ظل وجود مخيمات عدة جنوب الليطاني.
وفي أول تعليق له على هذا الطرح، قال ممثل حركة “حماس” في لبنان أسامة حمدان، بعد زيارته أمس رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد بحضور مسؤول العلاقات السياسية في الحركة علي بركة وممثل منطقة صيدا أبو أحمد فضل: “نحن بحاجة الى معرفة الهدف من هذا الطرح، فإذا كان الهدف الدخول في سياق رؤية أميركية تحاول تسويقها من الداخل الفلسطيني وتموّل رئيس السلطة الفلسطينية بـ300 مليون دولار لإنشاء ما يسمى جيشاً رئيسياً فلسطينياً، فهذه مشكلة وهذه الفكرة مدعاة لمزيد من التأزيم والاضطراب في الواقع الفلسطيني وما ينعكس به على الواقع اللبناني”. وأضاف: “أما إذا كان الهدف هو البحث عن حلول في سياق تنسيق العلاقة اللبنانية ــ الفلسطينية فأعتقد أن هناك جوانب عديدة لهذه العلاقة يجب أن تعالج مجتمعة، لا مجتزأة هنا وهناك وفق رؤية طرف واحد في الساحة الفلسطينية، اذ إن هذه الساحة فيها أطراف عدة وهي لها علاقة بهذه المواضيع، وهذه الأطراف لها أن تملك سلاحاً في الواقع الفلسطيني في لبنان. لذلك لا يمكن البحث مع طرف دون غيره، وخصوصاً أن منظمة التحرير لا تمثل الآن كل الواقع الفلسطيني”.
ورأى حمدان أن “ما حصل من قذف وشتم وتهديدات يهيئ لمناخ فتنة في الواقع الفلسطيني ويعطي الفرصة لأطراف أخرى للدخول الى الواقع الفلسطيني وتنفيذ ما يريده الجانب الاسرائيلي”، مؤكداً حرص الحركة “على استقرار الوضع وتفويت الفرصة على من يريد الفتنة”. بدوره، أكد النائب سعد أهمية الحوار اللبناني ـ الفلسطيني الجدي للوصول الى توافق ومعالجة هادئة للملف الفلسطيني في لبنان، مشدداً على أنه لا يجوز لأي طرف فلسطيني احتكار الحوار دون غيره، كذلك الحال بالنسبة للقوى اللبنانية، وقال: “المطلوب حل شامل بين مختلف الأطراف اللبنانية والفلسطينية”.وكان حمدان قد زار رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري.
الى ذلك، كشف رئيس لجنة الحوار اللبناني ــ الفلسطيني السفير خليل مكاوي عن تخصيص الولايات المتحدة الأميركية مبلغ 2،5 مليون دولار للبنية التحتية في مخيم صبرا وشاتيلا و 7،5 ملايين دولار من المملكة العربية السعودية قد تستخدم للبنية التحتية في مخيم عين الحلوة، إضافة الى مبالغ أخرى من دول عديدة وذلك من ضمن التزام الحكومة اللبنانية بتعهداتها تجاه المخيمات الفلسطينية. وأكد وجوب «التزام الفلسطينيين بالمقابل بما تعهدوا به إزاء لبنان»..