ثائر غندور
التقى زملاء الدراسة مجدداً في محطة تكريمية. عانقوا أساتذتهم الذين قرروا أن يكرّموهم على جهدهم في تغطية الحرب جنوباً وبقاعاً. اطمأنّ كل واحد إلى أحوال الآخرين، واستفسر عن الغائبين. منهم من تزوج، ومنهم من أصبح أباً، وبعضهم أتى مع شريك المستقبل. بدورهم، أساتذة كلية الإعلام والتوثيق، كانوا فرحين بمشهد طلّابهم.
قررت الكلية تكريم الإعلاميين الذين شاركوا في تغطية الحرب الأخيرة من الجنوب والبقاع. حاول المنظمون أن لا ينسوا أحداً، لكن أصوات المعترضين على عدم شملهم بالتكريم سُمعت بعد انتهاء الحفل، كما أن البعض اعتبره حفلاً متواضعاً، كان يحتاج إلى مزيد من التحضير ليليق بالكلية والمكرّمين.
بدأ الحفل بعرض صور قاسية من الحرب والمجازر، ثم كليب «عيتا» من أداء الفنان رفيق علي أحمد، تبعه جزء من «أوبريت قانا» للفنان الدكتور وسام الحكيم. وتحدث في الحفل الدكتور محمد محسن باسم اللجنة المنظمة الذي أشار إلى أن «الإعلام اللبناني والعربي نجح في خوض غمار المهمة الإعلامية ـــ الوطنية المعمّدة بدم الشهداء وعذابات الجرحى ومعاناة النازحين من تحت أطنان الإسمنت والتراب». وحيّا الشهداء الأحياء في المؤسسات الإعلامية وهم «المراسلون والمصورون الذين يقفون في الخطوط الأمامية جنباً إلى جنب مع أبطال المقاومة». وذكّر بأن المصوّرة الشهيدة ليال نجيب هي أول امرأة شهيدة في الإعلام المرئي والمسموع.
أما مدير كلية الإعلام والتوثيق الفرع الأول الدكتور عماد بشير فأشار إلى أن «نصر لبنان اكتمل بعطاءات الإعلاميين وتضحياتهم». ورأى أن تكريم الإعلاميين هذا، هو تكريم لكلية الإعلام، لافتاً إلى أنّ للحرب أهدافاً عدة تجاوزت ساحة المعركة لتطال الإعلام. وحيّا الشهيد سليمان الشدياق.
بدوره، رئيس الجامعة الدكتور زهير شكر قال: «علّمتنا جرائم الحرب أن الموضوعية الإعلامية لا تعني الحياد... لا عذر لإعلامي في حياده وشعبه يقتل ووطنه يدمر. كما أن الانخراط في الإعلام المقاوم ليس عيباً بل عمل أخلاقي». وتلا الكلمات توزيع دروع تكريم للإعلاميين، من شكر وعميد كلية الإعلام الدكتور جورج كتورة وبشير وممثلين عن وزير الإعلام ونقيبي الصحافة والمحررين. وخصت الكلية بالتكريم متخرجيها الشهيدين حسام قرعوني وعلي رضا اللذين سقطا في ساحة المعركة دفاعاً عن أرض الوطن. كما عُرض وثائقي عن الشهيدة ليال نجيب. ورأى مدير مكتب الجزيرة في بيروت غسان بن جدو الشعب شعباً استثنائياً. أضاف: «حين كنّا نبحث في تراب الجنوب والضاحية عن المقاومين ظننا أننا سنلاقي مجرمين ـــ لأن البعض يتهم المقاومة بالإرهاب ـــ لكننا وجدنا كوادر مثقفة ومتعلمة، وجدنا خيرة شباب لبنان». وعندما تقدم الزميل علي شعيب لاستلام درعه علا التصفيق لدقائق بين الحضور.