تشخيص خاطئ
  • د. محمد حيدر

    يذكّرني الجدل المستفيض والذي لا ينتهي، أو لا يراد له أن ينتهي حول سلاح المقاومة وسلبياته وضرورة نزعه، بما يحصل معي يومياً خلال ممارسة عملي كطبيب.
    بعد تشخيص المرض وتحديد درجته ومدى خطورته وانتشاره يتم تحديد العلاج الأفضل والأنسب لكل حالة، وغالباً ما يكون العلاج الكيميائي جزءاً من هذا العلاج. هنا نصل إلى الجزء المثير واللافت، والذي يتكرر تقريباً في كل مرة نقوم فيها بإعلام المريض و/أو أحد أفراد عائلته بتفاصيل المرض ودرجته وضرورة أن يتابع المريض علاجاً كيميائياً دورياً لمدة محددة قد تمتد من أربعة إلى ستة أشهر.
    من المتوقع في هذه اللحظة أن تتركز أسئلة المريض وعائلته على المرض نفسه، أي السرطان، أسبابه، كيفية الشفاء منه، وأفضل طرق الوقاية في المستقبل، والاكتشاف
    المبكر. ولكن ما يحصل هو أن غالبية الأسئلة، إن لم نقل كلها، تطرح عن العلاج الكيميائي نفسه وعن أهميته الفعلية أو عدمها، عن ضرورته ومضاعفاته، وحتى عن
    إمكانية الاستغناء عنه. يمضي بعض الوقت قبل أن نلاحظ أن العلاج نفسه أصبح هو المشكلة وموضوع النقاش وأننا نسينا أو تغافلنا عن المرض الذي نحن بصدد علاجه، أي السرطان.
    هنا، وحتى تعود الأمور إلى طبيعتها، أحاول أن أستعيد المبادرة وألفت نظر المريض وعائلته إلى أن كل الخطورة تكمن في الإصابة بمرض السرطان لا في العلاج، وأن
    السبيل الوحيد للتخلص من هذا المرض الخبيث والشرس والذي لا يرحم هو محاربته
    بشراسة وذكاء وبغض النظر عن الكلفة والعوارض الجانبية، وأن رفض العلاج يعني الموت المحتّم ومن دون الاستفادة حتى من حق الدفاع عن النفس.
    للأسف الشديد هذا ما أوصلنا اليه بعض السياسيين الجهابذة الذين يتناسون ـ عن
    سابق إصرار وتصميم وعن سوء نية ـ أصل المشكلة، اسرائيل وعدوانيتها وأطماعها التي لا تخفى إلا على السذّج و/أو الخونة، ويحاولون الإيحاء بأن المشكلة تكمن في
    المقاومة وسلاحها وأن مجرد نزع هذا السلاح سوف يؤمن لنا ولبلدنا الشفاء من السرطان ـ اسرائيل، ومن دون أي علاج؟ هل تُصدقون؟
    تُرى هل نستطيع أن نلفت نظر هؤلاء الى أن المشكلة هي في المرض ـ السرطان، وأن ما يسعون الى التخلص منه بدون مقابل ـ سلاح المقاومة ـ هو العلاج الذي أثبت فعاليته مراراً.

    السهر الشرعي

  • رامي صادق

    يقول الإعلان: إنّها الخيمة الرّمضانيّة الرّهيبة! ويتابع من دون وجل، سيّداتي، آنساتي، سادتي، نقدّم لكم الخيمة الرّمضانيّة الرّهيبة سمّيت بالرّمضانيّة لأنّ أجواءها تناسب شهر رمضان الى حدّ الذّهول... فالأغنيات فيها رمضانيّة والـ«مشروبات» فيها رمضانيّة والجلسات فيها رمضانيّة وحتّى الرقصات والرّاقصات فيها رمضانيّة.
    بعد صيام يوم طويل ومعاناة الجوع والعطش والتعب، أنتم بحاجة الى التّسلية والمرح. لذا، دعكم من الصّلوات والأدعية الطّويلة ومن التّعبّد للّه ليلاً فإنّ هذه الأعمال للفاشلين وتعالوا لتسهروا معنا حيث نؤمّن لكم ما تخجل الشّاشات العربيّة من تقديمه بكلّ جرأة وموضوعيّة.
    جديد هذا العام الرّاقصة «لهالب» وفرقتها السّوبر استعراضيّة تطلّ عليكم برقصها الحامي وشفتيها الكبيرتين وصدرها العارم ومؤخّرتها الأخّاذة الّتي جاهد ـ طوال الصّيف الماضي ـ ألمع المختصّين من البلد وخارجه على ترميمها حتّى تطلّ عليكم بأبهى صورها وأشكالها.
    المشـــــروب مـــــمنوع ـ فوق الطّاولة ـ حفاظاً على أخـــــــلاقيّات الشّهر الفـــــــضــــــيل ولأنّ الكاميرات تصوّر كـــــــــلّ شيء، كما تعلن الرّاقـــــــــصتان «شـــــــبك» و«أنين» عن التزامهما باللّباس الشّرعي طوال الشّهر الفضيل.
    اسهروا حتّى الصّباح في أجواء من المرح والرّقص والغناء ثمّ عودوا الى البيت وناموا بسلام بعد أن أرحتم ضميركم وتقبّل اللّه منّا و منكم.
    الخيمة الرّمضانيّة الرّهيبة! إنّها حقّاً ملتقى نخبة المجتمع!