الهري ــ فريد بو فرنسيس
«يشبه كلّ شيء إلا مرفأً للصيادين». هذه هي حال مرفأ الصيادين في منطقة الهري جنوبي بلدة شكا الشمالية. فهو عبارة عن كتل صخرية مجتمعة بشكل متراصّ، يتألف منها هذا المرفأ الذي أصبح يشكّل عبئاً كبيراً على صيّادي المنطقة الذين يرتادونه يومياً، سعياً وراء مورد رزقهم.
وكأن الصيادين لا تكفيهم قسوة القدر عليهم، والأزمات المتلاحقة، والتي كان آخرها البقعة النفطية التي ضربت الشاطئ اللبناني جراء تسرب النفط من معمل الجية الحراري، فزادت مأساتهم جراء حرمان معظمهم من تعويضات الهيئة العليا للإغاثة.
ويقول علي صافي، أحد صيّادي الهري، إنّ هذا المرفأ قد أنشئ في أيام وزير الأشغال العامة والنقل عمر مسقاوي، أي منذ حوالى أكثر من عشر سنوات، على أمل أن تستكمل إنشاءاته في وقت لاحق ريثما يتم تأمين الاعتمادات اللازمة له. وما زال اليوم على حاله، وهو غير صالح لأن يكون مرفأً للصيادين، وخصوصاً أن لا ممرّ يوصل إليه حتى الآن سوى درب وعرة وضيقة ومرتفعة، نستعملها للنزول من الطريق العام الى الساحل، وهي بعلو عشرين متراً تقريباً».
ويتحدث عن معاناة الصيادين فيقول: «معاناتنا كبيرة ولقمتنا مغمسة بالعذاب. اعتمدنا درجاً خشبياً من أجل النزول والصعود الى المرفأ، وهي عملية صعبة وشاقة، وخصوصاً عندما يكون معنا عدة الشغل، والمحصول اليومي. وما زلنا نستعمل سلكاً حديدياً من أجل سحب المراكب الى الشاطئ من أجل تنظيفها أو جمع الصيد من البحر».
ويضيف صافي: «إنّ معظمنا يلجأ الى توقيف المراكب في منتجعات خاصة بالقرب من المرفأ، وندفع شهرياً مبالغ مالية كأجرة توقيف لهذه المراكب، وهذه أزمة جديدة تضاف الى الأزمات التي نعاني منها».
ونفى الصيادون أن يكونوا قد تلقّوا أي مساعدات مالية تذكر، تعويضاً عما لحق بهم من أضرار جراء حرب تموز على لبنان. «هذه المساعدات في حال وجودها، لم يحصل عليها كافة الصيادين.
وتم استثناء صيّادين كثر منها، علماً بأنهم وعدوا من قبل الهيئة العليا للإغاثة بملحق آخر يتمّ من خلاله الدفع لمن لم يقبض مساعدته سابقاً، ولكن حتى الساعة، لا شيء جديداً في هذا الموضوع».
وأشار الصيادون الى الأضرار التي لحقت بهم من جراء البقع النفطية، وما خلّفته من أضرار في شباكهم ومراكبهم ومعدّاتهم، ما اضطرهم الى شراء شباك جديدة، وإعادة صيانة المراكب التي تضرّرت بشكل واضح للعيان. وطالب الصيادون الدولة بأن تلتفت إليهم أسوة بباقي الصيادين في لبنان من أجل إنقاذ هذا القطاع المهم الذي تعتاش منه شريحة واسعة من الناس.