دموع على خد الرئيس
  • أحمد حيدر

    لعلها الدموع الأشهر في التاريخ السياسي العربي المعاصر... إنها دموع «الرئيس» فؤاد السنيورة، التي لاقت من القبول ما لاقته من امتعاض وغضب. عند مؤيدوها كانت تعبيراً عن حس مسؤولية غير مسبوق، أما رافضوها فوجدوا فيها منتهى الضعف والخذلان.
    كان للرأي الاول أن يملك مشروعية ما لو أن هذه الدموع ساهمت ولو شكلاً في فرض وقف النار، لكنها وللحق لم تحصد سوى العطف الذي انتهى لتوّه، خصوصاً أن من أصيبوا في أولادهم وبيوتهم وأرزاقهم لم يشملهم أي من انواع العطف. فقد كنا في الجنوب برغم الموت فخورين بصمود وبسالة مجاهدينا، الذين حققوا الأحلام، كان يكفينا فخراً أن يعرض شريط الأخبار على التلفزيون المصري: المقاومة اللبنانية تقصف حيفا بعشرات الصواريخ! كنا نشعر بالعنفوان، إلى أن جاءت دموع الرئيس لتشعرنا بالهوان والانكسار.
    وفي المبدأ، أنه عندما يبتلي الله شخصاً ما، بهفوة أو زلة لسان أو «دعسة ناقصة»، فإنه يعمل جاهداً لتحويل الأنظار عن هذه الهفوة، ويشعر بالارتياح عند خروجه من هذا الموقف المحرج، إلا أن الرئيس فاجأ الجميع حين أخذ يمنّن اللبنانيين بدموعه التي حققت النصر !؟ ملغياً في ما يشبه النكتة، دور المقاومة وصمود شعبها، معترفاً في ما يشبه الحزورة، بالنصر الذي لم يعترف به بداية!
    لعل الغشاوة التي ضربت عيني الرئيس من أثر الدموع منعته من رؤية الأمور واضحة، تذكرون أن لقاءً له مع «كوندي» أطاحته مجزرة قانا الثانية؟ وهل تذكرون ما جرى في لقائهما الأول؟.


    النظام العربي المهزوم

  • د. ثائر ونوس ــ طرطوس

    يبدو أن التاريخ الذي بدأ منذ زمن بعيد وهو يسطر الهزائم العربية لا يريد أن يتغير... فرغم تقدم الزمن والقفزات التكنولوجية الحاسمة، التي لم توفر ميداناً من الميادين، ورغم تغير الظروف العالمية والإقليمية، فإن الأنظمة العربية مصممة على الإخلاص لتاريخها الخاص، تاريخ الهزائم، وتريد الحفاظ على منجز العجز والاستسلام. آخر تعبيرات هذا الحرص تجلى في وقوفها الى جانب العدوان الاسرائيلي الذي استهدف لبنان، فراهنت على اسرائيل ووفّرت لها الغطاء اللازم وأخذت تنتقد المقاومة، ودخلت الى الحرب من الباب الأميركي.
    أخيراً يمكن القول إن النتيجة التي أسفرت عنها الحرب من حيث إنها انتصار للبنان ولمقاومته، هي من الوجه الآخر هزيمة جديدة لهذه الأنظمة التي لم تتعود النصر أبداً.


    داني شمعون

  • جهاد شمعون

    كل مرة أذكر فيها داني شمعون ينتابني شعور بالبكاء، داني شمعون ابن كميل نمر شمعون، الرجل الذي دافع عن لبنان من 1975 حتى استشهاده في 21 تشرين الأول 1990، الرجل الذي ضحّى بحياته وبأغلى ما عنده، زوجته انغريد وأولاده الملائكة طارق وجوليان، هذا الرجل الذي كتب استشهاده بدمه وبدم عائلته، فيما القاتل السفاح المجرم يسرح ويمرح.
    الرجل الذي علّمنا الثورة عندما كان رئيساً لحزب الوطنيين الاحرار. الرجل الذي علّمنا أن نقول الحقيقة لا مثل تجار المواقف السياسية اليوم، الرجل الذي وضع يده بيد دولة الرئيس العماد ميشال عون، لأنه كان صاحب رؤية وإيمان بوطن سيد حر ومستقل.
    قتلوك يا داني لأنهم كانوا يخافون منك، يخافون من جرأتك وعنفوانك وقدراتك، ومن كل ما كنت تتحلى به من صفات نبيلة.
    داني
    اشتقنا اليك، اشتقنا إلى طارق وجوليان. وأرجو أن تسامحني على دموعي.
    داني، أعدك بأن دير القمر لن تركع ولن تخضع لا لقريطم ولا للمختارة، وأعدك بأن يعود اسم كميل شمعون الى المدينة الرياضية.
    داني… سوف أتابع مسيرتك مع دولة الرئيس العماد ميشال عون، وستظل في الوجدان والضمير علامة أمل بالغد.