بنت جبيل ــ داني الأمين
يعاني مسيحيو قرية صفد البطيخ (قضاء بنت جبيل) مشقّة التنقل عصر كل سبت إلى بلدة برعشيت للصلاة في كنيستها، بعدما دمّر الجيش الإسرائيلي كنيستهم. ويقول وكيل وقف الكنيسة جورج حداد: «نستأجر عصر كل سبت عدداً من الفانات لنقل أكثر من 80 شخصاً إلى بلدة برعشيت المجاورة للصلاة فيكنيستها. ولم يعد بوسعنا الصلاة يوم الأحد، كما هو المعتاد، لأن ذلك هو موعد صلاة المسيحيين في برعشيت». ويرى خادم رعيّة صفد البطيخ الخوري فرنسوا كتّورة أن «العدو دمّر تاريخ البلدة وتراثها بعد تدميره حيّها القديم، وأن الكنيسة كانت نقطة محورية فيها. وهي بناء قديم من الصعب جداً إعادته إلى ما كان عليه، وجدرانه كانت بعرض مئة سنتيمتر. وكانت الكنيسة ملجأً للناس في مختلف الحروب، إلّا في الحرب الأخيرة التي أدرك الأهالي قساوتها فابتعدوا عن المكان».
كنيسة صفد البطيخ بناها المطران افتيموس زلحف عام 1890. عام 1994 جدّد المطران يوحنا حداد «الأنطش» وجهّزه بالأثاث. وفي عام 2004 قام المطران حداد بتبليط وتكحيل الكنيسة من الداخل والخارج وتلبيس القبة بالحجر الصخري. وتُعَدُّ صفد البطيخ، على صغر حجمها، أنموذجاً للتعايش الاسلامي المسيحي، حيث يسكنها المسيحيون والمسلمون الشيعة منذ مئات السنين. وعن سبب التسمية تقول الرواية «أتى في الماضي أحد مزارعي بلدة صفد وسكن البلدة، مروّجاً فيها زراعة البطيخ «الصفدي»، وما لبث اللقب أن تلبّس اسم القرية».